الجمعة، 26 يونيو 2009

ضحايا العبودية في مخيمات تندوف



فاطم ومباركة تصبحان رمزين في أستراليا لمعركة مكافحة الإسترقاق وتجارة البشر في مخيمات تندوف

بقلم: عبد الرزاق طريبق سيدني 26-6-2009 أصبحت المواطنتان الصحراويتان "فاطم" و"امباركة" رمزين بارزين لدى الرأي العام الأسترالي لمعركة مكافحة واقع الاستعباد وتجارة البشر في مخيمات تندوف فوق التراب الجزائري، بعد أن كشف الفيلم الوثائقي الأسترالي "مسروق" الذي عرض لأول مرة الأسبوع الماضي في مهرجان سيدني السينمائي الواقع المؤلم للنخاسة التي يمارسها جلادو البوليساريو على المحتجزين في المخيمات.
وواجه الفيلم حملة شعواء من قبل مرتزقة البوليساريو الذين سخروا مختلف الوسائل والإمكانيات للحيلولة دون عرضه جعلت المنتجين يختارون السرية لاستكمال عملية توضيبه خوفا من سرقة الأشرطة.ويتناول شريط "ستولن" (مسروق ) لمخرجيه الأسترالية ذات الأصل البوليفي فيوليتا أيالا والاسترالي الأسترالي دان فولشو في 75 دقيقة ، قصة سيزيفية من الاسترقاق وتجارة البشر في مخيمات تندوف ، هي قصة فطيم سلام التي يعاد لم شملها على أمها إمباركة التي لم ترها منذ ثلاثة عقود بعد أن بيعت الإثنتان من طرف تجار النخاسة الذين يحكمون مخيمات تندوف. وتقص إمباركة في الفيلم الوثائقي، كيف أنها سقطت في استعباد رجل يعاملها كقنة، أنجبت منه بعض الأبناء، وقامت ابنته باستعباد ابنتها فطيم. ويقدم الفيلم عدة شهادات صادمة من بينها شهادة امرأة أظهرت أمام الكاميريا "شهادة" تحريرها من العبودية، وقالت "إذا تحدثت عن الاسترقاق تذهب الى السجن أو ببساطة تختفي من الوجود". ولم يسبق أن أثار فيلم في مهرجان سيدني السينمائي العالمي الذي اختتم في 14 يونيو الجاري ما أثاره الفيلم الوثائقي "مسروق" من جدل، إذ قام انفصاليو البوليساريو بحملة ضخمة جندوا لها الكثير من الأموال، ليس فقط للحيلولة دون عرض الشريط في المهرجان ، بل بهدف وأده أصلا.وبعد فشل مساعيهم في وقف عرضه في مهرجان سيدني السينمائي، يقومون حاليا بحملة واسعة لمنع عرض الفيلم في مهرجان ميلبورن السينمائي ( 24 يوليوز - 9 غشت 2009) ، بعد أن أعلنت إدارة المهرجان نيتها برمجة الفيلم خلال هذه الدورة في تاريخ سيتم تحديه عند حصر اللائحة النهائية في 10 يوليوز المقبل.+ المحاولات اليائسة لإقبار الشريط +في البدء حاول جلادو تندوف بكل الوسائل منع استكمال الفيلم الوثائقي وسعوا بكل قوة الى تشويه مضامين الشريط والحيلولة دون وصول الصور الصادمة التي يتضمنها ، وجميعها صورت في مخيمات العار، الى الرأي العام العالمي. لكن بعد أن فشلت مختلف تلك المحاولات، لجؤوا الى دعوة عدد من الصحافيين الأجانب المؤيدين لفكرهم الانفصالي، والذين أغدقوا عليهم الأموال للمجيء إلى المخيمات وتصوير روبورتاجات مع الأشخاص الواردة صورهم في الشريط، ينفون كونهم يعيشون العبودية وزعموا بشكل منظم بأنهم قبضوا أموالا من المخرجين الأستراليين لتمثيل تلك الأدوار في الشريط. وحصل الفيلم على تمويل بقيمة نحو 251 الف دولار أسترالي من هيئة السينما "سكريين أستراليا"، وقال طوم زوربيسكي منتج الفيلم، والذي لديه تاريخ عريق في إنتاج الأفلام الوثائقية ، "لقد كان البوليساريو بارعا في حشد مسانديه هنا ، لكن قضيتهم فاشلة ، متسائلا ، كيف ينفي البوليساريو هذه الحقائق الواردة في الشريط".+ ولادة فكرة الشريط +تقول فيوليتا التي ولدت في بوليفيا واستقرت في استرايا عام 2003 ، إن فكرة الشريط ولدت لديها بعد لقائها بمواطنة صحراوية، فقد كانت رفقة دان في موريتانيا، يقومان بتصوير شريط آخر عندما اقتربت منها تلك السيدة ، فبدأت تحكي لها عن قضية الصحراء ومأساة اللاجئين ولم الشمل، مضيفة أن القصة التي حكتها هذه السيدة عن عيشها منفصلة عن أمها المحتجزة في مخيمات تندوف ، والتي لم ترها لثلاثين سنة، أثرت فيها كثيرا.وأضافت في الندوة الصحافية التي عقدتها على هامش عرض الشريط ، أنهما قررا بعد الانتهاء من هذا الشريط ، التوجه الى مخيمات تندوف لانجاز شريط وثائقي حول المخيمات والواقع البئيس للاجئين ولم الشمل. وتضيف فيوليتا التي ذهبت الى المخيمات بدعم وتشجيع من مرتزقة البوليساريو، "لقد ذهبنا الى تندوف لانجاز شريط حول اللاجئين الصحراويين، كان البوليساريو يريده شريطا دعائيا لهم ، لكننا اكتشفنا أشياء مختلفة تماما عما كنا نعتقد، أصبح ما اكتشفناه وهو التحدي الحقيقي والموضوع البارز لشريطنا، وكانت أسوء الفترات هو ما عانيناه عندما اعتقلنا، وكنا مجبرين على إخفاء الاشرطة والتسجيلات في الصحراء والبحث عن الشخص المناسب لإخراجها وتهريبها من هناك".وأضافت للصحافيين ، أتذكر تلك الأيام وتنتابني القشعريرة ، "لقد توجهنا لإنجاز شريط حول المخيمات ووجدنا أن هؤلاء اللاجئين يعيشون في سجن سياسي". ووصل الأمر إلى احتجاز المخرجين لمدة ستة أيام، إلى أن تمكنوا بمساعدة الأمم المتحدة والسفارة الأسترالية من الفرار إلى باريس بعد أن قاموا بإخفاء الشريط المصور. وعندما خرجنا وعدنا الى استراليا ، تضيف فيوليا ، شن البوليساريو حملة شعواء علينا لحث المنتجين والسينما على منع استكمال الشريط وكنا خائفين من إقدامهم على عملية سرقة للأشرطة. لكنها لم تخف حاليا سرورها بنهاية هذا الكابوس وتعد بمواصلة تقديم كل دعم ممكن للأسر المحتجزة في مخيمات العار فوق التراب الجزائري، وتقول إنني أعد بتخصيص 10 في المائة من مداخيل الفيلم والجوائز التي يحصل عليها لصندوق، خاص للمساعدة على إعادة توحيد الأسر التي تعيش التمييز والعبودية والاسترقاق في مخيمات تندوف، وإنشاء شبكة لدعم الأسر التي أطلق سراحها لاعادة تأهيلها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق