الجمعة، 10 يوليو 2009

أوباما رهينة لوبي آل كينيدي..


أوباما رهينة لوبي آل كينيدي..



يتابع العالم الحملة الإعلامية الشرسة التي يقودها اللوبي الأمريكي، المقرب من المؤسسة العسكرية الجزائرية و الممول من طرفها بسخاء، حملة تسعى إلى تغيير مواقف الولايات المتحدة الأمريكية الثابتة من النزاع المغربي الجزائري، القائمة على دعم وحدة المغرب ومشروعه المقترح الخاص بالحكم الذاتي للأقاليم المغربية الجنوبية، لوبي ضاغط في جميع الاتجاهات، يتزعمه الشقيق الأصغر للرئيس الراحل جون كينيدي و المؤسسة المختصة في حقوق الإنسان التابعة له والحاضرة بقوة في كل مفاصل الإدارة الأمريكية الحالية، فلقد قامت هذه الجماعة ذات الأذرع المختلفة الواسعة الانتشار باستقطاب بعض النواب و الشيوخ الأمريكيين، و شنت حربا إعلامية و سياسية كبيرة ضد المغرب في بعض المنابر المعروفة و المنتديات و الجامعات و مراكز الدراسات المختصة. كما استضافت في الآونة الأخيرة بعض العناصر التي تدعو إلى الانفصال المجندة من طرف استخبارات الجزائر، قصد التشويش على وحدة المغرب الترابية و على سمعته و على مسلسله الديمقراطي الذي نجح وفي صمت في انتقال الدولة المخزنية التقليدية إلى دولة حديثة، مستعملين ملف حقوق الإنسان الفارغ لجلب العطف و المساندة لأطروحة التشرذم و التمزق عند الرأي العام الأمريكي و العالمي، موظفين أحداثا مفبركة. ظهر فيما بعد أنها عمليات استخباراتية ملفقة و مزيفة و بعيدة عن الحقيقة والواقع، فلقد استطاع هذا اللوبي الأمريكي المعروف بولائه للجنرالات الجزائريين و الشركات العابرة للقارات (البترول و الغاز) أن يتسرب إلى الإدارة الأمريكية الجديدة قصد التأثير عليها في ملف معقد هو موجود بين أيدي الأمم المتحدة و مندوبها السفير كريستوفر روس الذي يعمل جاهدا على إيجاد حل مقبول و عادل و متفق عليه من لدن الأطراف المتنازعة في المنطقة.
فعوض أن يهتم السيد إ.كينيدي بضحايا الحرب الأهلية الجزائرية الذي بلغ عددهم 250 ألف ضحية، و آلاف المخطوفين و المفقودين وآلاف النساء المغتصبات من طرف فرق الموت، ، أو أن يلتفت كذلك إلى آلاف المحتجزين الصحراويين و الصحراويات من طرف لواء القبعات السوداء الجزائرية في تندوف، أو أن يفضح أسباب عدم فسح المجال للمنظمات الدولية لزيارتهم و إحصائهم و الوقوف على معاناتهم في الصحراء الكبرى، أو أن ينظر الديمقراطي كينيدي إلى مصير 40 ألف مغربي مطرود من الجزائر في عيد الأضحى، و الذين رمي بهم على الحدود في ظروف قاسية بدون غداء أو مأوى، أو يهتم هذا اللوبي العنيد إلى قضية ذبح الرهبان السبعة في تيبحرين و كيفية التنكيل بجثتهم من طرف العسكر الجزائري و إلصاق هذه الجريمة البشعة بالإسلاميين المتطرفين -GIA- كما نسي لوبي آل كنيدي مسألة تهجير آلاف الأطفال الصحراويين قسرا إلى كوبا. فعوض كل ذلك، ها هو ادوارد كينيدي يطلب من باراك حسين أوباما ثمن مساندته له في الرئاسة، فهذه الأسرة العريقة التي كنا نحترمها و نقدرها، تحولت إلى أداة طيعة للبروباكندا الجزائرية الهادفة إلى تفتيت المغرب و تقطيع أوصاله، متناسية أن الصراع في منطقة المغرب العربي هو صراع إيديولوجي قديم بين الجزائر و المغرب، بدأ منذ الإمبراطورية العثمانية، صراع غذاه الاستعمار الفرنسي ودعمته الشيوعية وواكبته الماسونية العالمية. فالقضية هي قضية حدود قامت على عقدة الهيمنة على منطقة شمال إفريقيا و السيطرة على خيراتها من طرف طغمة عسكرية جزائرية خطفت الجزائر و تذهب بالجميع إلى المجهول و المغامرة، فئة قليلة لا تعرف معنى لمفردات الجوار و التاريخ و الدين و اللغة يا رايس أوباما !
أما قضية الصراع العربي الإسرائيلي، فهي قضية قومية ذات جذور عميقة عند المغاربة قاطبة. حقيقة أن المغرب قد واكب الصراع و شارك في أزمة الشرق الأوسط منذ اندلاعها سنة 1948 إلى الآن سواء حربا أو سلما، انخرط فيها طواعية وبدون حساب أو تعليمات أو خلفيات. ففلسطين بالنسبة للمغاربة لا تقل أهمية من الصحراء المغربية، بل القضيتان تسكنان قلوب المغاربة ووجدانهم، فلا مساومة و لا مقايضة و لا تنازل، أو تراجع أو تردد في هاتين القضيتين المصيريتين، ولو كلفنا ذلك الفناء التام. فالمغرب ليس في حاجة إلى إملاءات أو إيحاءات كيفما كانت طبيعتها ومهما كان مصدرها، فليس من المنطق و الأخلاق أن تضغط إدارة أوباما على حليف قديم ووفي، كان أول دولة اعترفت باستقلال الولايات المتحدة الأمريكية، وقدم الكثير من أجل ذلك منذ 1777. و بهذه المناسبة، أهيب بجاليتنا المغربية في الولايات المتحدة الأمريكية التي تقدر ب 300 ألف أمريكي من أصل مغربي، أن تقف وقفة رجل واحد للتصدي بطرق سلمية و حضارية ضد مشروع ادوارد كيندي، فالوطن في حاجة إلى تعبئة كل أبناءه و دون انتظار أو تلكأ، كما أتمنى كمواطن مغاربي في الوقت ذاته من الشعب الجزائري الأخ والجار، أن لا يقع في مخططات ادوارد كينيدي و كل اللوبيات المتحالفة معه و يسقط في الغل و الحقد اتجاه إخوانه المغاربة، كما جاء في قوله تعالى في سورة الحجر " ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين 47" صدق الله العظيم.
ذ.احميدان ولد الناجي
كاتب صحراوي مقيم باسبانيا



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق