الخميس، 24 سبتمبر 2009


الشاب خالد يشبه طرد السلطات الجزائرية للمغاربة في السبعينات بتهجير النازيين لليهود
(الجزائر تايمز)



أثارت التصريحات التي نسبت إلى ملك أغنية الراي الجزائرية الشاب خالد بشأن العلاقات الجزائرية ـ المغربية جدلا في الجزائر، والذي سيتعاظم خلال الأيام القليلة القادمة، خاصة وأن خالد شبه فيها السلطات الجزائرية بالنازية، بعد إقدام هذه الأخيرة على طرد رعايا مغاربة في سنوات السبعينات من القرن الماضي. وأعادت صحيفة "ليبرتي" ( خاصة صادرة بالفرنسية) أمس الثلاثاء نشر مقتطفات من حوار أدلى به الشاب خالد إلى مجلة "تال كال" المغربية، والتي قال فيها أن التوتر الواقع في العلاقة بين البلدين الجارين كارثة حقيقية، مشددا على أنه لم يفهم ولم يتقبل إقدام الرئيس الراحل هواري بومدين على طرد مواطنين مغاربة في سبعينات القرن الماضي. وأضاف قائلا "عندما كنت صغيرا رأيت شرطيا يدخل منزل صديقي ثم قام بطرده إلى المغرب( ) في وهران ( 450 كيلومتر غرب العاصمة) لدينا جميعا أصدقاء تعرضوا للطرد، هناك من تم إخفاؤهم، وآخرين تزوجوا بجزائريين وجزائريات من أجل تفادي قرار الطرد". واعتبر أنه اليوم عندما ينظر إلى تلك الواقعة فإنه يجدها شبيهة بما وقع خلال الحرب العالمية الثانية، عندما كان الجيران يخبئون أصدقاءهم اليهود لتجنيبهم المحتشدات النازية". وذكر أنه بعد أن أضحى قريبا من الرئيس بوتفليقة من جهة والمالك محمد السادس من جهة وأنه يتحدث معهم بصراحة عن العلاقات بين البلدين، وقال أن كليهما قالا له "الناس لن يستطيعوا أن يفهموا إذا قلبنا صفحة النزاع القائم بين البلدين بسرعة، الشباب في كلا البلدين يحبونك ( الكلام موجه للشاب خالد) نحن بحاجة إلى رموز مثلك، من أجل تذويب الخلافات القائمة تدريجيا، وفي يوم من الأيام ستعود المياه إلى مجاريها". وعلقت الصحيفة على كلام ملك أغنية الراي قائلة "كنا نعلم بأن الشاب خالد قريب من اللوبي اليهودي المغربي، ولكن أن تصدر عنه مغالطات تاريخية مثل هذه، فذلك الذي لم نكن نتوقعه منه، مشيرة إلى أن السلطات المغربية هي التي بادرت بطرد الجزائريين المقيمين بالمغرب ووضعت يدها على أراضيهم الزراعية وممتلكاتهم. واعتبرت أن مواطنين جزائريين هجّروا من أراضيهم عام 1843، وأن سياسة طرد الجزائريين تواصلت عام 1963 بعد ما يسمى بحرب الرمال التي اندلعت بين البلدين، مشددة على أن هذه السياسة تواصلت حتى عام 1994 عندما طرد 70 ألف جزائري وجردوا من ممتلكاتهم في أعقاب أحداث مدينة مراكش. أما فيما يتعلق بعلاقته مع الملك محمد السادس فذكرت الصحيفة أنه "إذا كان الشاب خالد فخورا بصداقته مع ملك المغرب فهو حر في ذلك، ولكن أن ينسب كلاما غير صحيح للرئيس بوتفليقة فذلك غير مقبول، لأنه يظهر الرئيس الجزائري وكأنه متلهف لقلب صفحة النزاع القائم في العلاقات بين البلدين، في حين أن مواقف هذا الأخير من قضية الصحراء الغربية وكذا من قضية حماية المواطنين الجزائريين المقيمين في المغرب معروفة تضيف "ليبرتي". وانتقدت الصحيفة ملك أغنية الراي لأنه لم يقل ولا كلمة عن معاناة آلاف المواطنين الصحراويين، ولأنه لم يتحدث عن المصالحة في المغرب العربي، والتي لن تأتى إلا بقيام دولة صحراوية مستقلة، معتبرة أن أي فنان بهذا المستوى يجب أن يزن كلامه جيدا، وألا يقحم نفسه في مواضيع لا يفقه فيها شيئا. جدير بالذكر أنها ليست المرة الأولى التي يثير فيها مغني جدلا بسبب حديثه عن العلاقات الجزائرية ـ المغربية، فقد سبق للمغني "رضا الطالياني" أن تعرض لحملة صحفية بسبب قوله "الصحراء مغربية" إثر تقديمه حفل غنائي بالمغرب، وأضحى صاحب أغنية "جوزيفين" ممنوعا من الإذاعة والتلفزيون.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق