الجمعة، 23 أبريل 2010

رسالة أم إلى ابنها الأسير في معتقلات تندوف

العيون في 21 ابريل 2010



نداء باسم كل أمهات العالم : رسالة أم المعتقل السياسي لدى جبهة البوليساريو بلوح احمد حموا.

لن أيأس من انتظارك يا بني.

لن أمل من ترديد أطلقوا سراح ابني ، أفرجوا عن فلذة كبدي ، أريحوا أمهات المختفين لذى جبهة البوليساريو.

ابني الذي أحببته منذ مجيئه إلى الدنيا سأظل أحبه حتى آخر لحظة في حياتي.
بنيّ الحبيب،
أكتب لك رسالة كل يوم و أضعها تحت وسادتك التي تنتظر عودتك كما ينتظر صدري أن يضمك واليوم يكرمونك و يكرمون إخوانك في سجون الذل والعار على التراب الجزائري و أنا أضم قميصك و أبكي داعيةً لكم جميعاً بالحرية.
أنجبتك لكي يَعمر الوطن و لكي يزيد الأبطال واحداً، ألم المخاض لم ينته بعد يا حبيبي، فانا لا أزال أتألم حتى أراك تخرج من السجن و تنعم بحريتك، أحياناً يا بني أرى طيفك يدخل المنزل و أرى البطولة و الكرامة هالة من ضوء حولك و أراك تقبل يدي طالباً الرضا و رائحة الوطن تفيض من قميصك، يأتي يوم و يرحل آخر و أنا لا أزال انتظرك عبر رسائلي هذه، نسيت طعم الفرح ، فأنت الفرح. و يذبحني رؤية طفل في حضن أمه، يذكرني بأنني أم حرموها ابنها و سرقوا من جسدها الروح و طلبوا منها أن تعيش مع الشوق القاتل ﻹبن يعلم الله متى يعود لحضنها.
منذ إعتقلوك يا حبيبي و قلبي مشتعل غاضب ثائر ألعن البرد لأن لي إبناً يرجف برداً في سجن قديم، و ألعن الشمس لأنها تزيد من حرارة سجن إبني الذي تملؤه الرطوبة. أسأل ضمير الإنسانية أن يصحو من غفوته و يأتي ليكسر قضبان السجون و يعيدك إلي مرفوع الرأس حاملاً بيدك راية وطنك المغربي عاليا.أرجوك يا بني إن وافتني المنية قبل عودتك إلي فلا تحزن و لا تدمع، أُطلب من أخواتك أن يزغردن في جنازتي، فانا أم أسير قابع في السجن يكتب حكاية تحرير كافة سجناء ومحتجزي تندوف و يوقع عليها " البطل" و يكفيني فخراً أنني أم الأسير بلوح احمد حموا.
أبناؤك وبناتك يا بني فخورون بك ومشتاقون لك ، لسان حالهم يقول رغم المعاناة ، رغم الأسى نحن فخورين بك وعلى دربك سائرين ، ونعدك أننا لن نستسلم حتى يرفع عنك الظلم وعن جميع ساكنة تندوف.

بني ، سر على درب أختك سويلمة احمد حموا التي اغتالتها أجهزة القمع في مخيمات تندوف سنة 1994 لأنها تجرأت هي أيضا على قول كلمة "لا" في وجه الظلم ، وهي الآن مرتاحة في قبرها لأنها تركتك وأبناءها تكملون ما بدأته وتمشون على دربها لفك واحدة من اكبر مآسي هذا القرن ، وهي احتجاز أهالينا في تندوف .

فبإسمي وباسمي بناتك وأبنائك أقول لك سر على درب العزة والكرامة ، وأكمل طريقك يا بني ولا تنسى أبدا أنني علمتك أننا لا نستسلم ننتصر أو نموت.
الغالية منت علي ولد عبيدي أم المعتقل السياسي بلوح احمد حموا
والشهيدة سويلمة احمد حموا

هناك تعليق واحد: