الثلاثاء، 25 مايو 2010

لم يبق أمام البوليساريو غير التهديد مجددا بحمل السلاح


مناورة لممارسة الضغط ليس إلا


جدد قادة جبهة الانفصاليين التلويح بخيار العودة للسلاح و نسف كل مخططات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة . و هدد مسؤول بارز بالبوليساريو الأمم المتحدة بتصعيد خطير بالمنطقة و خرق اتفاق إطلاق النار الموقع مع المغرب بداية التسعينيات وهو ما يؤكد جدية و مصداقية التقارير الدولية التي أكدت علاقة الجبهة الانفصالية بالنشاط الارهابي بمنطقة الساحل الافريقي .و حمل ما يسمى الوزير الأول بجمهورية الوهم مسؤولية العودة المحتملة و الوشيكة لحمل السلاح لبعثة المينورسو الأممية التي نعتها بالعجز في أداء مهمتها . و في الوقت الذي حاول فيه عبد العزيز المراكشي التقليل من واقع الانشقاقات و الخلافات الداخلية الحادة التي تشهدها الجبهة الانفصالية ، و قفز على حقائق النزيف اليومي المسترسل التي تعيشه المخيمات و الذي تؤكده التقارير الاستخباراتية الداخلية للجبهة الانفصالية ، فإن تأكيده على أن جبهة البوليساريو تشكل عامل توازن في المنطقة يؤكد بما لا يدع مجالا للشك المخاوف التي ظلت تؤكد صلة البوليساريو الوثيقة بالنشاط الارهابي بمنطقة الساحل الافريقي و ارتباط العديد من عناصرها بصفقات التهريب و الارهاب لصالح الخلايا الارهابية المسلحة في المنطقة . و إذا كانت العديد من التحليلات تذهب في اتجاه تشخيص عوامل التفكك و الانشقاق الداخلية بكيان الجبهة الانفصالية المصطنعة في دهاليز المخابرات العسكرية الجزائرية لأغراض توسعية و هيمنية ظاهرة فإن نفس التحليلات تعتبر أن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي الارهابي يظل المستفيد الأول من هذا التفسخ التدريجي للبوليساريو و يستثمره لتجنيد تابعين جدد من داخل التنظيم الانفصالي كما تأكد ذلك من العديد من التقارير وملفات القضايا المعالجة من طرف العدالة الموريطانية أو الاسبانية في الأشهر الأخيرة .و كان المعهد الأوروبي للدراسات الاستراتيجية، الذي يوجد مقره في بروكسل، قد أكد في تقرير له الخميس الفارط ، أن العلاقة بين تفكك جبهة "بوليساريو" وتطور الإرهاب في منطقة الساحل، تزداد رسوخا، وأن انهيار هذه الحركة يغذي نشاط تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي". وأوضح المعهد، في تقرير بعنوان "جبهة البوليساريو وتطور الإرهاب في منطقة الساحل"، أنه "إذا كانت هذه الفرضية تعكس، في الأصل، مجرد الخوف من انجراف بوليساريو، فإنها تصبح، يوما بعد يوم، ملموسة أكثر، لدرجة أصبحت موضوع توافق لدى محللي الوضع الأمني في المنطقة". ويسوق التقرير، من خلال أمثلة ودراسات، تنوع الروابط بين البوليساريو وتنظيم "القاعدة في المغرب الإسلامي"، مبرزا أن "أعضاء نشيطين من الحركة يبحثون عن عائدات إضافية، على غرار المرتزقة، الذين يسعون إلى تصريف تجربتهم السابقة داخل الهياكل العسكرية للحركة الانفصالية الصحراوية، بإمكانهم الانخراط في الإرهاب، بعد ممارستهم مختلف أشكال التهريب".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق