الجمعة، 21 مايو 2010

الحركة المعارضة للبوليساريو خط الشهيد تطالب بإطلاق سراح الخليل أحمد


تطالب حركة خط الشهيد بالإطلاق الفوري للخليل أحمد أحد أهم الأطر في البوليساريو الذي تم إختطافه منذ أشهر، والكف عن العبث بحقوق الإنسان في مخيمات تندوف .

في بيان توصلنا به اليوم طالبت الحركة المنشقة عن البوليساريو بإطلاق مدير المخابرات السابق للبوليساريو الخليل أحمد ، البالغ من العمر 67 سنة الذي تم اختطافه من طرف المخابرات الجزائرية شهر يناير 2009 حيث كان لحظة إختطافه رفقة صحفية جزائرية تدعى كريمة بنور التي إستعملت كطعم ﻹستدراجه .

في بيانها هذا طالبت خط الشهيد من السلطات الجزائرية الإطلاق الفوري لسراح الخليل أحمد وحملتها كامل المسؤولية فيما يتعلق بصحته وضمان حياته .

وبالعودة إلى تفاصيل إختفاء الخليل أحمد فقد توارى عن الأنظار منذ أزيد من سنة قامت خلالها عائلته بالبحث عنه في مختلف السجون في تندوف ولم تجد له أثرا إلى أن توصلت بمكالمة هاتفية من شخص مجهول أخبرها بمكان تواجد الخليل ، حيث تمكن إبنه البشير زامبلا أخيرا من زيارته بأحد السجون السرية بالبليدة قرب العاصمة الجزائرية خلال شهر ابريل الماضي ولكنها زيارة مقتضبة، لم تتعدى 25 دقيقة، رغم أن إبنه لم يشاهده منذ قرابة سنتين، وكان خلال الزيارة مرفوقا برجل مخابرات جزائري، لم يتمكن خلالها من الحديث بحرية مع والده ولا حتى معرفة أسباب سجنه، ولكنه تأكد من أنه ما زال على قيد الحياة، رغم وضعيته الصعبة وحالته الصحية المتردية.

الخليل أحمد، إطار من الإطارات الهامة للبوليساريو الذي كان يتقلد منصب المدير العام للأمن بالمخيمات والنواحي العسكرية، وبعد ذلك مديرا للإذاعة الوطنية، ليتعرض لسنوات من التهميش والإقصاء من طرف القيادة، ولما تم الإعلان عن خط الشهيد كحركة إصلاحية داخل البوليساريو سنة 2004 هادفة لتحقيق العدالة والديمقراطية وفرض التناوب على السلطة داخل مخيمات تندوف، تلقف الفكرة وبدأ يساندها ويشجعها، وهو مثقف وخطيب ممتاز، وبناء على سياسة محمد عبد العزيز المبنية على التدجين بالمناصب فقد تم تعيينه بقرار رئاسي، لجذبه عن المعارضة والحركة الإصلاحية الحديثة النشأة ، كمستشار بالرئاسة مكلف بحقوق الإنسان، وهو يوازي منصب وزير في سلم الوظيفة لدى البوليساريو ويحق له المشاركة في إجتماعات الحكومة، وذلك سنة 2005.

ولأن العمل في حقوق الإنسان يتطلب الإتصالات والعلاقة مع المنظمات الدولية، فقد وفرت له ميزانية للعمل بمكتب خاص ضمن بعثة ما يسمى السفارة الصحراوية بالجزائر، ولكن فترة شهر العسل لم تدم طويلا بينه وبين قيادة البوليساريو، حيث قطع عنه عميل البوليساريو إبراهيم غالي ميزانية العمل ليضعها في جيبه الخاص، وأصبح يهددهم بنشر المعلومات الخطيرة المتوفرة لديه عن جرائم قيادة البوليساريو والجزائر المتعلقة بالانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان، خلال السبعينيات والثمانينيات، حيث كان ساعتها المدير لما يسمى المخابرات الصحراوية، ويعرف كل ضحايا السجون من معتقلين ومختطفين وعمليات اغتيال وغير ذلك من الجرائم البشعة التي ارتكبتها هذه القيادة خلال أكثر من 30 سنة. وأعلن صراحة عن دعمه وتضامنه، من جديد، مع أطروحة وبرنامج البوليساريو خط الشهيد. هناك دخلت المخابرات الجزائرية على الخط، بإيعاز من قيادة البوليساريو كالعادة، وتم إختطافه بطريقة سرية، ولم تتأكد أخباره إلا بعد شهور حيث قامت عائلته زوجته وإبنه الجامعي الذي كان يدرس بجامعة وهران بالبحث عنه ، بعد أن انقطعت أخباره عنهم لمدة ليست بالقصيرة تحت ستار أنه في مهمة خاصة وسرية. ولما شاعت أخباره بالمخيمات قام أقاربه من قبيلة الرﯖيبات اسواعد، بتشكيل وفد من شيوخ القبيلة وتوجهوا لمحمد عبد العزيز، مطالبين بالتدخل لإطلاق سراح إبنهم، فرد عليهم بأنه لا يتدخل في هذا الموضوع لا من قريب ولا بعيد، فحملوه مسؤولية ما يمكن أن يجري ﻹبنهم على يد المخابرات الجزائرية.

ويعتبر هذا الشخص ذاكرة حية تختزل الكثير من الأسرار المتعلقة بالطريقة التي تم بها خلق جبهة البوليساريو وكذا طرق عملها وفق ما تقتضيه مصلحة الدولة الجزائرية، وبناء على تعليمات مخابرات هذا البلد وبالنسبة للكثير من معاريف الخليل أحمد فإنه معروف بقدراته العقلية القوية وبذاكرته الصلبة من هنا يتضح لماذا تسعى الجزائر إلى التأثير النفسي عليه ، الخيار الآخر المتمثل في تصفيته الجسدية لم يكن ممكنا نظرا لما تتمتع به قبيلة الرﯖيبات اسواعد في المخيمات من نفوذ الشيء الذي كان سيؤثر على علاقتها بقيادة الجبهة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق