الاثنين، 31 مايو 2010

صحافي من تلفزيون «البوليساريو» يفر من مخيمات تندوف بالجزائر


قال إن فضائية الجبهة تبث عبر مساعدة إسبانية وإيطالية وجزائرية


فر مؤخرا من مخيمات جبهة البوليساريو في تندوف (جنوب غربي الجزائر) أحد الصحافيين الذين كانوا يعملون في إذاعة وتلفزيون الجبهة، حيث وصل إلى مدينة الداخلة في أقصى جنوب الصحراء، بعد رحلة شاقة.
وفي غضون ذلك، قالت السلطات المغربية إن 20 شخصا وصلوا الليلة قبل الماضية إلى مدينة العيون كبرى مدن الصحراء، كانوا يوجدون في مخيمات تندوف حيث توجد قيادة جبهة البوليساريو. وذكرت المصادر ذاتها أن هذه المجموعة يوجد من بينهم 9 نساء و5 أطفال تتراوح أعمارهم ما بين سنة و6 سنوات.
وقال الصحافي أحمدو ولد الحافظ (29 سنة)، الذي ولد في مخيمات تندوف، ودرس الصحافة في ليبيا، وأمضى فترة تدريب في الإذاعة الجزائرية، إنه ظل يعمل منذ 14 سنة في إذاعة البوليساريو، وانتقل في السنة الماضية إلى التلفزيون.
وأوضح ولد الحافظ، الذي كان يتحدث لـ«الشرق الأوسط» في الداخلة، أنه عاد بعد اقتناع تام «بضرورة العودة إلى الوطن»، على حد تعبيره.
لكنه أشار إلى أن عودته كانت محفوفة بالمصاعب، وقال في هذا الصدد «الخروج من مخيمات البوليساريو، عملية صعبة جدا، وفي الآونة الأخيرة، وإثر تصاعد عمليات التسلل، أقيم حاجز أمني يفصل بين الأراضي التي توجد بها مخيمات جبهة البوليساريو وموريتانيا والجزائر، مما أدى إلى عرقلة عمليات الانتقال إلى المغرب».
وزاد قائلا «خرجت من المخيمات على أساس أنني ذاهب إلى موريتانيا، برفقة 9 أشخاص بينهم نساء، ركبنا سيارة وخرجنا بطريقة قانونية من المخيمات، كان لا بد أن نقطع مسافة طويلة مليئة بالمصاعب والمتاعب حتى نصل إلى المغرب، وفي محاولة للتسلل عبر الحدود كدنا أن نتعرض للاعتقال من طرف عناصر البوليساريو، وهو ما كان سيؤدي إلى نتائج وخيمة».
وعبر ولد الحافظ عن قلقه لأنه ترك أسرته في المخيمات. وأوضح قائلا «بقيت عائلتي بالمخيمات نظرا لصعوبة مجيئهم، وأعتقد أنهم سيأتون في القريب العاجل». ومضى يقول «سأحاول بتنسيق مع مجموعة من الأشخاص خروجهم من هناك ولو أن الأمر فيه الكثير من الصعوبات ومحفوف بالمخاطر».
وقال ولد الحافظ، الذي انتقل إلى الصحراء قبل شهر ونصف الشهر، إنه لا يزال عاطلا عن العمل، على الرغم من أنه تلقى عروضا من بعض الجهات المغربية. بيد أنه قال حول موضوع العمل والاستقرار: «لدي رأي خاص مؤداه يجب أن لا يعود الشخص إلى وطنه ويحصل على امتيازات مثل السكن والعمل وبطاقة التموين، وينسى الآخرين في المخيمات، في هذه الحالة تكون العودة سلبية».
وقال ولد الحافظ إن عدد الصحراويين الذين عادوا في الآونة الأخيرة يقدرون بنحو 885 شخصا، وتوقع أن ترتفع وتيرة العودة.
وبشأن الأوضاع داخل تلفزيون جبهة البوليساريو، قال ولد حافظ «بدأ هذا التلفزيون بثه الأرضي منذ سنوات بشكل متقطع نتيجة صعوبة ظروف العمل، لا أقول المادية لأنها جيدة، ولكن لعدم وجود كوادر بشرية ومعدات تقنية، حالت دون البث الفضائي، إذ كانت جبهة البوليساريو تتسابق للبث قبل أن تبدأ قناة العيون المغربية (كبرى مدن الصحراء)، إلا أنها لم تحصل على حقوق البث عبر الأقمار الصناعية العربية، واتهمت المغرب بأنه عرقل ذلك، لكنها استطاعت في سبتمبر (أيلول) الماضي بدأ البث الفضائي على القمر الصناعي (سباي 7) بدعم من الجزائر وإسبانيا وإيطاليا».
وحول الموضوع الذي يثير لغطا كبيرا في المنطقة، والمتعلق بعدد اللاجئين الصحراويين في مخيمات تندوف، يقول ولد الحافظ «هناك غياب إحصاء دقيق ونزيه لسكان مخيمات تندوف. والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين شككت أكثر من مرة في الأرقام التي تقدمها الجزائر، التي تحدد عدد اللاجئين الصحراويين بنحو 165 ألف شخص، وهو رقم يشكك فيه المغرب أيضا، حيث يقول إن سكان المخيمات أقل من نصف العدد المعلن.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق