السبت، 26 يونيو 2010

السينما توثق بالصوت والصورة للعبودية والرق بتندوف



يكشف الفيلم الوثائقي "ستولين" لمخرجَيه، فيوليتا أيالا، ومواطنها، دان فولشو حقيقة صادمة، تتمثل في تفشي الرق والعبودية بمخيمات تيندوف، والذي عرض ، مؤخرا، بفضاء كلية الحقوق السويسي بالرباط.الفيلم يسلط الضوء على حياة شخصية "فطيم سلام"، التي تمت سرقتها من حضن أمها "امباركة"، قبل أزيد من ثلاثين سنة، في سياق السرقات والاختطافات الجماعية التي قامت بها عصابات البوليساريو عشية إعلانهم قيام حركتهم الانفصالية."فطيم" التي تحاول اليوم، الحصول على الاعتراف بآدميتها، بمخيمات تندوف، تم اختطافها وهي لا تتجاوز ثلاث سنوات من عمرها، من طرف "دايلو" ابنة سيد "امباركة"، وترحيلها إلى هذه المخيمات حيث رغم أنها تقوم بدور مدرسة لأطفال المخيمات، إلا أن ذلك لا يخولها أدنى الحقوق الإنسانية، كما يطالب بذلك النظام الجزائري في سياق حملته المغرضة ضد المغرب، ولا تستطيع الانعتاق من أغلال العبودية التي تلفها حول عنقها سيدتُها "أيالا"، التي تتدخل في أدق تفاصيل حياتها، وترغمها على الخضوع لها تحت التهديد بإبلاغ سلطات البوليساريو بـ"العصيان".إنه العصيان الذي يخشاه قادة البوليساريو ومن ورائهم ضباط المخابرات الجزائريين، ولذلك فهُم يمعنون في فرض حصار مطبق على سكان المخيمات، إلا أنه رغم ذلك فقد استطاع المخرجان الأستراليان أن ينقلا معاناة هؤلاء، وخاصة ذوي البشرة السمراء، إلى العالم رغم محاولات البوليساريو والجزائر ثنيهما عن ذلك وإطلاق حملة مشككة في ترجمة الفيلم، بل وإحضار البطلة في أول عرض للفيلم بأستراليا وإرغامها على نفي تعرضها للعبودية."أريد للناس العبيد في الصحراء أن يصبحوا أحرارا ورؤوسهم مرفوعة، العالم ضد هذه الممارسات، ضد هذه العبودية..ضد هذا السلب والنهب للحريات..أنا ضد الرق...يجب أن ينتهي هذا"، يصرخ "معط الله" ابن عم "فطيم"، في مشهد آخر من الفيلم الذي تصل مدته إلى 75 دقيقة، وهي نفس الصرخة، بل الصرخات، التي أطلقتها الطفلة "ليلى"، ابنة بطلة الفيلم، التي تحدثت لغة إسبانية فصيحة، رغم حداثة سنها الذي لا يتجاوز الـ15 ربيعا، هذه اللغة التي تعلمتها بكوبا الاشتراكية، على غرار ما يُفعل بقريناتها وأقرانها من الأطفال الذين يُنتزعون قَصرا من أحضان رضاعة أمهاتهم، ويُرحلون إلى بلد فيديل كاسترو لشحنهم بمبادئ الاشتراكية البائدة، التي سيطبقونها في "وطن مزعوم" تحتفظ به المخابرات الجزائرية بين رفوفها.الطفلة "ليلى" ببراءتها الفطرية دونت على رمال متحركة عبارتي "الحب والسلام"، اللتين تعرفهما فقط كتابة لا واقعا، وعزفت ورقصت أمام كاميرا المخرجين، على نغمات "البوب"، قبل أن تهدأ فرحتها المؤقتة هذه، وتلوذ إلى صمت رهيب، عندما تساءلت عن مصيرها وعما إذا كانت ذات يوم ستنعم برمال شاطئ مدينة العيون رفقة أهلها المعروفين وغير المعروفين! آه، كم هي صعبة تلك اللقطة وكل اللقطات التي أوردها الفيلم، الذي لم يذكر والد "ليلى" وزوج "فطيم"، كما تساءلت رئيسة المنظمة المغربية لحقوق الإنسان، أمينة بوعياش، أثناء المناقشة عقب العرض، وهو ما يؤكد تعرض الأم "فطيم" للاغتصاب لكونها "عبدة"، بكل تأكيد، لأن لا حق للعبد في التزوج ما دامت "مؤسسات البوليساريو"، لم تسلمه ورقة التحرير "فك رقبة"، التي خصص لها الفيلم زاوية أكثر إضاءة.

http://www.harakamp.ma/articles/juin_10/a_260610_1.htm

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق