الاثنين، 13 ديسمبر 2010

دماء أسرى الحرب المغاربة بالجزائر يسائلون إسبانيا بشأن معاداة بعض الأوساط الإسبانية للمغرب


الرباط - ساءل قدماء أسرى الحرب المغاربة بالجزائر إسبانيا، حكومة وبرلمانا وأحزابا سياسية ووسائل إعلام، بشأن معاداة بعض الأوساط الإسبانية للمغرب، منذ أحداث 8 نونبر الماضي بالعيون.

وندد هؤلاء الأسرى القدامى، في رسالة موجهة إلى السفير الإسباني بالرباط، بالحملة التضليلية التي تشنها بعض المنابر الإعلامية الإسبانية ضد المغرب، مستنكرين في هذا الصدد انسياقها الأعمى وراء أطروحات (البوليساريو) والجزائر.

ومما جاء في الرسالة أنه "انطلاقا من عدم تسجيل أي عنف ضد المدنيين، وأمام انعدام أي صور مروعة يمكن نقلها من العيون لإقناع القراء والمشاهدين، عمدت بعض وسائل الإعلام الإسبانية إلى تزوير الحقائق بشكل فاضح".

وأضافت أن الصحافة الإسبانية لم تستشعر أي حرج في توظيف غير مهني وغير أخلاقي لصور جرائم اقترفها الجيش الإسرئيلي في حق أطفال فلسطينيين بغزة، وأخرى تعود لأحداث وقعت بالدار البيضاء قبل أحداث الشغب بالعيون.

وفي هذا السياق، تساءل هؤلاء الأسرى القدامى "إذا كنتم تريدون أن تضطلعوا بدور حماة للإنسانية، فأين كنتم عندما كان الجزائر و(البوليساريو) يسوموننا سوء العذاب بمخيمات تندوف".

وسجلوا أن "الطريقة التي انتهجها المجرمون في تصفية ضحاياهم شبيهة بتلك التي كان (البوليساريو) يستعملها ضدنا في مخيمات تندوف. وهذه إشارة إلى أنهم تكونوا في نفس المدرسة الجزائرية للإغتيال".

وذكروا في هذا الصدد "كما تعلمون وبدون شك، أننا عانينا، عندما كان عددنا يفوق ثلاثة آلاف أسير حرب مغربي وأكثر من ألف أسير حرب موريتاني، معاناة شديدة لأزيد من ربع قرن في سجون فوق التراب الجزائري"، مشيرين إلى أن "2252 أسيرا فقط هم الذين عاشوا إلى غاية إطلاق سراحهم، بعد أن قضوا مدة سجنية تراوحت ما بين 27 سنة بالنسبة للذين تم اعتقالهم سنة 1976، و18 سنة بالنسبة للذين تم احتجازهم بعد ذلك".

وذكرت الرسالة الرأي العام الإسباني بأن "أزيد من 800 أسير حرب مغربي فارقوا الحياة داخل غياهب السجون، بعضهم جراء خضوعه لأعمال شاقة وآخرون بفعل التعذيب. كما أن العديد من الأسرى خضعوا لتصفية جسدية لن تجد مبررات لها إلا عند من أصدروا الأمر بالقتل".

وبعد أن ذكروا بعمليات الابتزاز التي كان يتعرض لها أسرى الحرب المغاربة بتندوف وكذا بسجون جزائرية أخرى، والتي تعد جرائم حقيقية ضد الإنسانية، أبرز قدماء الأسرى المغاربة أن العديد من الصحفيين الموالين للقضية الجزائرية، وكذا بعض الوفود وعدد من المنظمات غير الحكومية (خصوصا الإسبانية منها) "كانوا يزوروننا ليروننا في أوضاع غير إنسانية".

وأكدوا أن "الصحفيين الإسبان كانوا يكتبون مقالات لاتخدم إلا مصلحة الجزائر"، مضيفين أن "زوارا عن منظمات غير حكومية كانوا يسخرون منا، وأحيانا يشتموننا بعبارات إسبانية".

وقالوا إن "إسبانيا وأوربا تعرفان، أو على الأقل لهما إمكانية، التعرف على تفاصيل هذه المأساة التي كابدناها على أيدي الجزائر والبوليساريو"، مؤكدين في الوقت ذاته، أن "أي بلد أوروبي لم يكلف نفسه عناء إرسال لجنة تحقيق إلى الجزائر لحمايتنا، من خلال الضغط من أجل تطبيق اتفاقية جنيف.

وخلصوا إلى أنه "باعتبارنا محاربين قدامى وأسرى حرب سابقين، فإننا نقول للعالم بأسره إننا استرجعنا صحراءنا، وأننا مستعدون لتقديم كافة التضحيات في سبيل أن تبقى الصحراء مغربية على الدوام".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق