الأربعاء، 22 ديسمبر 2010

تطابق في وجهات النظر ودعم "منقطع النظير" لغرفتي الكونغريس الأمريكي لمخطط الحكم الذاتي في الصحراء


واشنطن- (إعداد فؤاد عارف)- لا تنحصر العلاقات الثنائية المغربية-الأمريكية الممتازة في المستوى التنفيذي بل تتعداه لتجد تعبيرا لها أيضا على مستوى غرفتي الكونغريس الأمريكي، سواء لدى النواب الجمهوريين أو الديمقراطيين.
ففي شهر مارس الماضي بعث 54 عضوا بمجلس الشيوخ من الشخصيات البارزة بالحزبين التي تبصم توجهات السياسة الخارجية الأمريكية، رسالة إلى وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون دعوا فيها إلى إيجاد حل لنزاع الصحراء على أساس مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.ويتعلق الأمر، على الخصوص، بدانييل فينستاين رئيس اللجنة القوية للاستخبارات، والذي يعتبر صوتا محددا لسياسة الولايات المتحدة في مجال محاربة الإرهاب، والسناتور جون ماكين عن ولاية أريزونا الذي يحظى بتقدير كبير وصيت دولي في مجال الدفاع عن القضايا الإنسانية وخاصة مصير أسرى الحرب، كما اضطلع بدور ريادي في الانتخابات الرئاسية الثلاث الأخيرة بالولايات المتحدة الامريكية.وإلى جانب هذه الشخصيات الوازنة في الساحة السياسية الأمريكية، تجدر الإشارة إيضا إلى رئيس اللجنة الاستراتيجية العليا للدفاع كارل لوفان، الذي يعد أحد"مفاتيح" مؤسسة الدفاع الأمريكية، وجوزيف ليبرمان الذي شكل ثنائي الانتخابات الرئاسية لسنة 2000، إلى جانب آل غور وكذا ماكس بوكوس الذي يرأس لجنة المالية، إلى جانب أعضاء مرموقين في لجنة الشؤون الخارجية.+ الدعوة إلى استقرار الوضع وتغيير منحى التوجهات المقلقة+وأكدت الرسالة التي وقعتها هذه الأغلبية بمجلس الشيوخ، أن من الأولويات بالنسبة للولايات المتحدة، دعم تسوية نزاع الصحراء استنادا إلى صيغة (الحكم الذاتي) كما عبرت على الخصوص عن الانشغال "إزاء التنامي المضطرد لعدم الاستقرار بشمال إفريقيا" بسبب "تعاظم الأنشطة الإرهابية".واعتبرت الاغلبية الموقعة على الرسالة والتي تقودها النائبة الديمقراطية ديان فينشتاين وزميلها الجمهوري كيت بوند (الرجل الثاني في لجنة الاستخبارات بالغرفة العليا ) أن "دعم الولايات المتحدة بتعاون وطيد مع حلفائنا بأوروبا والمنطقة، من شأنه ضمان استقرار الوضع وتغيير منحى التوجهات المقلقة".وبعد أن ذكروا بالتصريح الذي قدمته هيلاري كلينتون بمراكش في نونير 2009، أعرب الموقعون عن مشاطرتهم للرأي الذي عبرت عنه وزيرة الخارجية والذي مفاده أن المقترح الذي تقدم به المغرب سنة 2007 والقاضي بمنح حكم ذاتي موسع للصحراء يعتبر "جديا وذا مصداقية"، مؤكدين أن الولايات المتحدة دعت منذ عهد إدارة الرئيس كلينتون إلى تسوية لهذا النزاع على أساس هذه الصيغة.وذكرت الوثيقة في هذا الصدد بأن تقريرا نشرته في مارس 2009 مجموعة تضم وزيرة الخارجية السابقة مادلين أولبرايت والقائد السابق لقوات الحلفاء بالحلف الأطلسي الجنرال ويسلي كلارك والسفير السابق ستيوارت إيزنستات يؤكد أن " على الولايات المتحدة العمل بشكل فاعل مع شركائها من أجل تسوية نزاع الصحراء".+دعم من هذا القبيل يمثل أمرا "نادرا للغاية" في سجلات الكونغريس الأمريكي+واعتبر العديد من الملاحظين أن هذه الدعوة كما هو معبر عنها من قبل أعضاء مجلس الشيوخ وقبلهم في سنة 2009 أعضاء مجلس النواب ومن ضمنهم أغلبية تضم 233 عضوا من أصل 435 عضو بالغرفة السفلى، تجسد أيضا دعما متزايدا للحزبين لفائدة مخطط الحكم الذاتي بالصحراء تحت السيادة المغربية، ويبرز بجلاء أمرا "نادرا للغاية" في سجلات الكونغريس .ومن جهة أخرى، أكد الموقعون على هذه الرسالة أن الرهانات بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها بشمال إفريقيا تعتبر جلية وأن "تأثيرنا من شأنه إحداث فرق بين(...) من خلال تشجيع تنسيق أكبر بغية تقليص وإزالة التهديد الإرهابي عبر تحفيز اندماج هذه المنطقة الواعدة بالنماء والازدهار الاقتصادي".وخلصوا إلى أن "حل قضية الصحراء سيزيل آخر حاجز يعيق الاستقرار بالمنطقة".+الجزائر والبوليساريو مستاءان من ظرفية لا تخدم مصلحتهم+وأكد مؤخرا رئيس مجموعة التفكير الأمريكية (معهد أبحاث السياسة الخارجية) هارفي شيرمان الذي كان من المساعدين المقربين لوزير الخارجية السابق جيمس بيكر ما بين 1991 و1992، أن الجزائر والبوليساريو "المستاءتين من ظرفية سياسية لاتصب في مصلحتهما" لم يجدا ملجأ لهما إلا لدى بعض المنظمات غير الحكومية بهدف التوظيف المغرض و"فبركة" حالات يفترض أنها إنسانية.وأعرب عن أسفه "لوجود منظمات غير حكومية توافق على هذا النوع من التكتيكات ومسؤولين حكوميين تعوزهم الشجاعة لإدانتها".وتساءل لماذا "لم يتملك الفضول أولئك الذين "تعاطفوا" مع المدعوة أمينتو حيدر لطرح أسئلة حول ما يجري بمخميات تندوف حيث يخضع السكان المحتجزون بها لمراقبة صارمة من قبل الجيش الجزائري".وأدان شيرمان استغلال القضايا الدولية لحقوق الإنسان على هذا النحو وكذا "التستر وراء بعض المطالب المتعلقة بالتحرير الوطني لخدمة أهداف إيديولوجية عفعنها الزمن" .وبعد أن شدد في هذا الإطار على أن فلول القاعدة تفضل الدول الضعيفة" حذر من أن آخر شيء تحتاجه إفريقيا هو دولة أخرى تابعة وتافهة"، مضيفا أن محاربة التهديد المتنامي للقاعدة بالمنطقة يعتبر "انشغالا مشتركا للولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي والمغرب العربي".وخلص رئيس معهد أبحاث السياسة الخارجية إلى أنه رغم كون الجزائر ترزح تحت عبء ثقيل اسمه البوليساريو فإنها ماتزال عاجزة عن التخلي عن قضايا أكل عليها الدهر وشرب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق