الجمعة، 19 يونيو 2009

البوليزاريو تحتج لدى الامم المتحدة و الاتحاد الاوربي على اجراء الانتخابات البلدية في الصحراء الغربية
مدريد:
  • يستمر ملف الصحراء الغربية في وضع جمود سياسي بشأن البحث عن الحل المتفق عليه بين الطرفين الرئيسيين، المغرب والبوليزاريو، في حين حضر الملف على أكثر من مستوى في الانتخابات البلدية الأخيرة التي شهدها المغرب ودائما في إطار التوتر.في هذا الصدد، نقلت مصادر مقربة من الأمم المتحدة لـ'القدس العربي' أن المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ملف نزاع الصحراء كريستوفر روس يجد صعوبة كبيرة في عقد لقاء أولي مغلق وسري بين المغرب والبوليزاريو تماشيا مع توصية قرار مجلس الأمن الصادر في نهاية نيسان/أبريل الماضي. وكان القرار قد صادق على مقترح اللقاءات السرية من أجل توفير شروط الحوار بعيدا عن الضغط السياسي والإعلامي.المصادر نفسها، تنسب فشل كريستوفر روس حتى الآن في عقد لقاء رفيع المستوى الى عدم قدرته على إقناع جبهة البوليزاريو ببحث جميع الحلول المطروحة على طاولة المفاوضات أي نقاش الحكم الذاتي والاستفتاء في وقت واحد ومحاولة التقريب بينهما. إذ أن البوليزاريو متشبثة بنقاش وبحث نقطة واحدة في جدول الأعمال فيما يخص الملف السياسي وهي تقرير المصير. ويذكر أن المغرب بدوره يتشبث بالحكم الذاتي وإن كان يعرب عن استعداده لسماع مقترحات أخرى.ولا تستبعد المصادر احتمال عقد لقاء بين الطرفين ولكن ذي طابع تقني محض ويتجلى في التفاهم في كيفية تسيير الرحلات البرية بين مخيمات تندوف ومدن الصحراء الغربية، إذ أن آلاف العائلات الصحراوية توجد مقسمة بين الطرفين بسبب النزاع. ومن ضمن الأمثلة الحية أن زعيم البوليزاريو محمد عبد العزيز يعيش في مخيمات تندوف في حين أن والده يعيش في الجنوب المغربي. وكانت الأمم المتحدة قد بدأت برنامجا لتبادل الزيارات العائلية عبر الرحلات الجوية لكنه يبقى محدودا بحكم ارتفاع محدودية الطائرات في نقل الأشخاص بين الجانبين علاوة على التكلفة المالية العالية.ومن جانب آخر، حاولت البوليزاريو استغلال الانتخابات البلدية في مدن الصحراء من خلال حملة شرسة أمام المنظمات الدولية وخاصة الاتحاد الأوروبي ومنظمة الأمم المتحدة. ووجه زعيم هذه الحركة التي يصفها المغرب بالانفصالية محمد عبد العزيز رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يطالبه فيها بالضغط على المغرب لكي لا يجري الانتخابات في مدن الصحراء تحت ذريعة أن هذا يمس مفاوضات السلام. وعلى المنوال نفسه، وجهت البوليزاريو رسالة مماثلة إلى الاتحاد الأوروبي تحذره فيها من هذه الانتخابات ومبررة أن الصحراء ما زالت تحت وصاية الأمم المتحدة ولا يمكن نهائيا إجراء الانتخابات. لكن بقيت بدون استجابة.وهذه المطالب ليست بالجديدة وإن كانت هذه المرة أكثر حدة، فهي تأتي في إطار محاولات البوليزاريو دفع الاتحاد الأوروبي إلى استثناء الصحراء من الاتفاقيات السياسية والاقتصادية. وحتى الآن نجحت البوليزاريو سياسيا في دفع الاتحاد الأوروبي إلى استثناء للصحراء حيث لا توجد أي توأمة بين مدينة أوروبية وصحراوية لكنها فشلت اقتصاديا بعدما صادق البرلمان الأوروبي على أن تشمل اتفاقية الصيد البحري مياه الصحراء. ويعتبر الاتحاد الأوروبي الانتخابات البلدية في الصحراء شأنا داخليا لا يلقي بتأثير سلبي على نزاع الصحراء الغربية بل يعتبر أن هذه المدن يجب أن تتوفر على بلديات للتسيير تفاديا للفوضى، كما أن الانتخابات تجري في هذه المنطقة منذ السبعينات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق