الخميس، 1 أكتوبر 2009

ردا على ملف سفراء البوليزاريو بالمغرب المنشور في العدد 350 هذه حقيقة أوتاد المراكشي في الصحراء




لقد شكلت دائما المسألة المالية مجالا رحبا للممارسات غير النزيهة لـ«الناشطين»، ولدرجة تناسلها وتكاثرها، أصبحت الواقعة الواحدة تنسيك في الأخرى إلى درجة أن يعتري بعضها النسيان. فتعدد الإطارت إذن هو «ورش مفتوح لكل من يود أن يبرز ما لديه» من استراتيجيات وخطط قصيرة المدى لجمع تبرعات منظمات الخارج،أثار الصحافي «أريري» مرات عديدة مفارقة المغاربة المشتغلين في واجهة الصحراء مع الدولة المغربية لضمان خروج المغرب من الصحراء كسؤال يؤرق عددا كبيرا من الصحفيين المغاربة، وإن كان جواب المتوكل ومن معه المعنيين بهذه الوضعية الحرجة، يغطي الحقيقة، بكون عدد من مؤسسي الجبهة انطلقوا قبل إعلان الثورة من نقاشات جابت الجامعات المغربية، ومن مدن مغربية أخرى، وهذا الجواب غير المتقن لا يمكن أن يلغي حقيقة أن «آسا الشماء» ليست بجامعة مغربية، وبأن الجبهة الشعبية تعتبرها جنوبا مغربيا، وأن أهلها اقصوا من إجراءات تحديد الهوية، وبالتالي غير معنيين باستفتاء تقرير المصير، ونتيجة لذلك تنتفي عنهم «صفة الانتماء للوطن الصحراوي» آو حتى المساهمة في تشكله وبنائه. وبهذه المعادلة السياسية تفهم كل التعبيرات والتحركات التي تصدر ممن يقحمون أنفسهم في العمل الحقوقي في الواجهة الصحراوية المعنية بالنزاع.فالعارفون بالأمور يعلمون علم اليقين أن العشيرة التي تعمر منطقة أسا والزاك، والتي تدخل في تطاحن دائم بينها في وضع انقسامي معروف، تجتمع مكوناتها، من مخبرين ومناضلين، أغنياء ومشردين على مائدة واحدة كلما تعلق الأمر بمصير هذا الكيان وتموقعه من قضية الصحراء والمكاسب التي يحققها من هذا النزاع.فبينما يتجه طرف إلى غرس جذوره في مؤسسات الجبهة باصطفافه وراء تيار الموالاة ضد التيارت الإصلاحية المعارضة لسياسات القيادة غير الرشيدة، ليوفر بذلك غطاء وفضاء إعلاميا لأبناء العمومة بالداخل، يضيق الخناق على فعاليات الصحراء إن وجدت، لتبقى النتائج محصورة في فرض واقع جديد، يجر المنطقة الملغية إلى حلبة الصراع، وبالتالي إلغاء الإهانة التاريخية التي تلحقها واقع الجغرافية السياسية بالمعادلة السياسية الصعبة.بينما يتجه الطرف الآخر صوب الدولة المغربية، لإعطاء المنطقة التي يتواجد رجالها النشامى بعشرات الآلاف على طرف المواجهة المباشرة مع قوات الانفصاليين، الأسبقية في فرص الحصول على التنمية، ومعادلة المنطقة بحواضر الصحراء المتنازع عليها. وهذا ما شكل جوهر تحرك جزء من الساكنة في محطات نضالية عديدة، دون أن نسهو عن الهجرات المدفوعة نحو الجنوب لتغيير التركيبات الديموغرافية القائمة لجعلها أكثر ميوعة وغير قادرة على التأثير سياسيا. فالعملية تتم هنا بتبادل الأدوار وانتهاز الفرص التي يفرزها واقع النزاع.إن غاية المرام هنا، أن يفهم الذين كانوا ضحية التباس الانتقال التراجيدي الذي حدث لبعض من هؤلاء من الكوديسا، كمثال عن الوفاء لاستراتيجية غير محبوكة تروم الانتقال الحثيث نحو منطقة النزاع والتحكم في بعض من قواعد اللعبة. ويرتكز هذا المسعى على شخوص تفضحهم مساراتهم قبل أفعالهم، كالليدري مثلا الذي كان ينظم وقفات احتجاجية مستمرة لأبناء قبيلته المقصيين من مسلسل تحديد الهوية والمقيمين بمخيم الوحدة، وحاملا للعلم المغربي أمام مقر بعثة الأمم المتحدة بالعيون، والذي انقلب بين عشية وضحاها إلى ناشط حقوقي يدافع عن قضية الشعب الصحراوي؟! وشطحات التامك الذي رد على متهميه عند ورود اسمه في إحدى الصحف بانتمائه إلى إحدى خلايا شبكة الجبهة، بأن هذا الاتهام هي محاولة لإقصائه ومن معه من الشباب من الحصول على مقعد مريح بمجلس المستشارين الصحراويين، حتى يتمكن من تمثيل الطاقات الحية لإنماء المنطقة في وجه الأعيان. وكيف تحول هذا «مشروع خادم الأعتاب الشريفة» إلى مشروع مضطهد ومناصر لقضية الشعب الصحراوي. وما يفهم من العنتريات التي تصدر عن «كاتب عام جماعة بن امسيك» من مواقف سياسية رنانة، ومن تمجيد رنان بالتحقيق المهزوز مع العنيكري. ولعل بناء المشروعيات والكاريزما في هذا العصر لم يعد يتخد هذا المسلك الفاضح.إن هذا معناه، في الواقع أن أطراف معادلة المساواة السياسية التي تحاول أن تمزج نسيجا اجتماعيا مقصيا بآخر حظي بالقبول في ملف دولي، ومعهم أطراف معادلة المساواة السوسيواقتصادية خدام الوحدة التربية، يحاول كلاهما توفير مكاسب مادية ومعنوية للمنطقة غير المتنازع عليها وبأي تكلفة. ظاهر للعيان، إذن، فشل المشروع السياسي والإثني للكوديسا المتستر باليافطة الحقوقية، وأيضا ضعف شعبيتها الدائمة بآسا والزاك الذين ينعتونها بـ«الفيكات»، وهي الأقلية المتآمرة المحاصرة بأطراف طلابية لها تأثير شعبي. ولعل انشقاق «الكوديسا» الأخير أبان عن الحقائق التي كانت مخفية عن العموم، بينما وقفت مطالب المساواة بشروط اقتصاد الريع والضرورات الاجتماعية للنزاع، ضمن حدود جنوب المغرب. وبوجه الإجمال هذا ما جعل الكثيرين من داخل القبيلة ينادون بوضع قراءة لما حقق من إنجازات في مرحلة اللاحرب واللاسلم. بيد أن تقييما موضوعيا للواقع السياسي بالصحراء يدرك ضعف حصيلة هذا التعدد أو حتى التوحد (نقصد هنا تعدد أو توحد اللجان الحقوقية)، لأن تحريك الشارع خدمة لأطروحة شرق الحزام، لن يكون فاعلوه هذه الأوتاد الخاوية، وإن بناء الحراك يجد ضالته في فهم منطق التاريخ والتحولات التي طرأت على المجتمع وعلى العالم. إن ما يستوقف الانتباه هو هذه العبادة الصنمية لهذا الاختيار، والتطبيل لممثليه الذين يصولون ويجولون مختلف مناطق العالم للتسويق لانتفاضات غير قائمة، هي خير دليل على الوهن الذي يجعل أصحابه يعيشون الاغتراب بمختلف اشكاله داخل مجتمع لن تحركه صيحة من رمز من ورق، لا تظهر بطولته وصفاته الخارقة إلا على صفحات الأنتريت الجوالة.خير وسيلة للاغتناء.. إنشاء هيئة حقوقية بلغ مجموع ما قدمته الجبهة لمساندة انتفاضة الاستقلال، وهي التسمية الرنانة التي يطلقها إعلام الرابوني على أحداث متفرقة وغير متواصلة لمجموعة من النساء والأطفال الصغار أزيد من 1.000.000 درهم، وكان هذا هو الرقم الذي شاع بين «الناشطين» كدفعة أولى، حيث رفع مصير هذه الأموال من وتيرة الخصام القائم بين هؤلاء، ونتيجة لذلك فضل أحدهم الهجرة نحو بحر تاروما والانزواء هناك كرد فعل عن اتهامه بابتلاع مبالغ مالية هامة قدرت بـ400.000 درهم، وحاز رموز الكوديسا المتطوعين «فابور» للعمل بالصحراء على الحصة الكبرى، وما بقي تقاسمه الآخرون، بينما ظلت أمهات معتقلي الأحداث الفعليين يواجهن الفاقة وشمس النهار الحارقة أمام السجن الأكحل. وتحت وقع نفس الظروف اجتهد الأطفال الصغار في جمع النقود نهارا لشراء الأثواب البالية لرسم علم البوليساريو الذي يعلقونه في حلكة الظلام بالأحياء الهامشية.لقد شكلت دائما المسألة المالية مجالا رحبا للممارسات غير النزيهة لـ«الناشطين»، ولدرجة تناسلها وتكاثرها، أصبحت الواقعة الواحدة تنسيك في الأخرى إلى درجة أن يعتري بعضها النسيان. فتعدد الإطارت إذن هو «ورش مفتوح لكل من يود أن يبرز ما لديه» من استراتيجيات وخطط قصيرة المدى لجمع تبرعات منظمات الخارج، والحصول على سفر بلا «فيزا» إلى الخارج في جولات سياحية مكوكية. بيد أن خلفيات هذا التعدد زادت من التراشق تحت الحزام، ووصلت ذروتها بعد انخفاض وتيرة الأحداث السريعة التي تستعصى على التبني كانتفاضة لدى المنظمات السياسية التي تحترم نفسها. فقد نشر موقع ما يسمى «دفاتر الصحراء» الذي يطبل لـ «أبطال» الكوديسا ودون غيرهم، بلاغا تحت عنوان «انتفاضة الاستقلال: اختلاس وفساد مالي يطالان مخصصات الجبهة، لجبهة الأرض المحتلة، ومكتب كاناريا هو المتورط الأول»، ويوصف هذا البلاغ حسب أصحابه بكونه «مصارحة جماهير الأرض المحتلة بحقيقة ما يجري في الكواليس، كواليس وللأسف جعل ويجعل منها البعض ممن ركبوا على حمار الأقدمية والثورة ميدانا للاختلاس واللصوصية»، وكان المستهدف من هذا البلاغ هو مكتب كاناريا ومن يرأسه المسمى «عمر بولسان» المسئول عن الأرض المحتلة بـ «وزارة الأرض المحتلة والجاليات» التي يرأسها «الوزير» الخليل سيدي محمد الذي هو في حقيقة الأمر وزير للجاليات فقط، في حين أن «بولسان عمر» هو الوزير والمسئول الأول عن «الأرض المحتلة». وبصريح العبارة هو «مول الشي» (مقتطف من البلاغ). ويستمر البلاغ المذكور في فضح اللامستور بما يلي «فقررت القيادة الصحراوية المتواجدة بالمخيمات اللجوء على أرض الجزائر الشقيقة، وبعد تردد طويل دعم أو بالأحرى توفير مساعدة مادية لانتفاضة الاستقلال ولمعتقليها السياسيين الصامدين بسجون الاحتلال الرهيبة وعائلاتهم الفقيرة في غالب الحالات والجرحى، وذلك عبر مكتب كاناريا، وبالتالي على يد وعلى لسان «مول الشي» المسمى «بولسان عمر». لكن نجد أن انتفاضة الاستقلال المباركة وكل من ساهموا في نجاحها وإنجاحها على أرض الميدان وإعلاميا وحقوقيا كانوا و لايزالون يعتمدون وبنسبة كبيرة على إمكانياتهم الذاتية (...) وظلت مسألة الدعم والمساعدات والمخصصات لانتفاضة الاستقلال تطرح مجموعة من التساؤلات والأسئلة حول مالها ومصيرها، والحكاية يا جماعة بسيطة للغاية والجواب عن كل هذه الأسئلة والتساؤلات بسيط ويمكن تلخيصه في ما يلي: «اللصوص والمختلسون هم المسؤولون». ومن بينهم «بولسان عمر» الذي وإضافة إلى كونه الوزير الحقيقي لـ«الأرض المحتلة»، فهو تاجر بكاناريا وصديق يشرب الشاي بصفة دورية مع مجموعة من الخونة المعروفين باسم «العايدين»، وهو نفسه الذي طلب من العداء الصحراوي البطل صلاح الدين حمتو أميدان عدم رفع علم الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية. وإذا كانت يد بولسان عمر ومن معه من لصوص اقتصرت على الفساد المالي ونهب مخصصات الجبهة لانتفاضة الاستقلال« (مقتطف من البلاغ)، ومن يفهم اللعبة التي مازالت تدور رحاها بين «الناشطين»، يعرف الوجهة الحقوقية المقصود بها هذه الحرب المعلنة، والتي ردت في أحد مواقعها على الانترنيت وهو «موقع الصحراء الغربية» على «الفيكات»، بكونهم مصدر الانقسام والفتن والمؤامرات»، وبأن «التاريخ سوف يفضح ممارساته ضد الصحراويين وقضيتهم العادلة». وإلى عند هذا المفترق العجيب أترك للقارئ العزيز أن يصدر رأيه حول هذا السجال الفاضح.إجمالا إذن، يعتبر التعدد نتيجة لتفعيل تقنية إكثار الهيئات وفي مناطق مترامية، حيث تعبر عن إنشاءات جديدة للتحالفات لمواجهة التكتلات والتحالفات الأخرى التي تظهر تجلياتها دائما في البيانات المشتركة التي تصدر إزاء وقائع معينة، وكلما كثرت البيانات من لدن هذه الهيئات/الأنصار يعطى للواقعة حضور إعلامي بالوسائط الإعلامية بالرابوني والواقع السياسي والحضور الرمزي لأصحابه لدى المحتضنين، وتصبح البيانات في هذه الحالة من وسائل الارتقاء السهلة نحو المراكز التي لا تنمي فعلا حقوقيا حقيقيا.مرة أخرى مع أو تاد «الغفـــــــــلة»لايختلف عاقلان بأن تركيبة الأوتاد هذه التي ظفر بها الصحافي «أريري» ومن عند من أرادوا ان يغيبوا طرفا ضد طرفا آخر، تشكل خليطا غريبا وعجيبا من المسارات والشخوص. فإضافة إلى الأمراض المزمنة لمجموعة (الفيكات)، نجد من يصنف نفسه حقوقيا وعلى رأس مجموعة ما، بينما هو لا يفقه الشيء الكثير عن مرجعيات حقوق الإنسان، ومنهم من لا يعمل بها أو يتعاطاها، ومنهم من له سوابق في تجارة المخدرات القوية (الكوكايين) وانسل منها مثل الشعرة من العجين، ومنهم من لا يستطيع إيقاظ الدجاجة من فوق بيضها، ومنهم من يسجل حضوره ضمن شبكة أوتاد «احمتوا ولد الخليل» نجاح الاختراقات المتتالية لأجهزة الأمن السري المغربي لهذه التنظيمات. وإجمالا تحمل هذه الترويكة العجيبة بنيتها الداخلية تناقضاتها التي تحد من الحركية المطلوبة منها. وحتى إن تعافت لحظيا من بوادر فنائها، فلن نجد حركة تحرر واحدة في العصر الحديث تعتمد الهيئات الحقوقية كأداة تحرر، وذاك هو قمة الوعي الشقي لحركة التاريخ، وللممارسة السياسية في أفق تقلصت هوامشه كمجال للمناورة.أخيرا أبانت الأحداث الأخيرة التي عرفتها بعض مناطق الصحراء، خاصة حاضرتها الكبرى التي سميت إعلاميا بـ«انتفاضة الاستقلال»، عن المعالم الحقيقية لمن يتسوق بالعمل الحقوقي. فبينما انزوى محركو الانتفاضة الحقيقيون في السجن الأكحل -الذين كان أغلبهم من الشباب اليافع الذي لا تربطه رابطة أو دعم من قيادة الرابوني ومن مجموعات الحقوقيين - ابتكر «الفيكات» خدعا جديدة أريد لها أن تدر نتائج المعركة الصغيرة نحوهم. فإلى جانب الاجتهاد في حمل الألقاب وتقلد الأوسمة، وإطلاق أسمائهم على شوارع ومؤسسات حاضرة لا تشعر بهم، اختلقت أحداث وهمية وضخم في بعضها، مما فقد مصداقيتها لدى جانب من الشارع، فكان بديهيا أن يتعاظم استياء محركي الحدث الحقيقيين، ويزداد تذمرهم الذي حملوه في رسالة إلى «احمتوا ولد الخليل» المحاط بـ«االتلف» الإعلامي المحرر باسمه رسائل متتالية موجهة إلى أطفال بعض رموز ومناضلي الأنترنيت، في مقابل التهميش الفاضح لإعلام الرابوني الذي أظهرت الأحداث سيطرة «فريق رموز الورق» على وسائطه الأخرى لمجموعات أخرى تعرضت للسجن رغم عدم فاعليتها ميدانيا.وبديهيا كان لهذا التهافت على المشروعية بتزوير الحقائق القائمة على الأرض، ولانسحاب محركي الأحداث الحقيقيين من الساحة، أن يؤدي إلى تراجع سعة وضراوة الأحداث بشكل درامي، بينما انحطت جماعات «الرموز» إلى شيع مكونة من مهادرين لا شفاء لهم، عاجزة مطلق العجز عن تنظيم أبسط عمل جماهيري.مشهد لمسرحية انتهت قبل إتمام فصلها الأول أمام باحة السجن الأكحل بالعيون، وفي يوم صحراوي حار، تجمعت بعض النسوة والأطفال الصغار، وبينهم ثلة من الشباب الدارسين بالجامعات، بينما تحركت قوات الأمن المعروفة بـ«كرواتيا» صوب الحشد الصغير الذي كان يهم بتنظيم وقفة تضامنية مع المعتقلين بالسجن المذكور، ومع ارتفاع أولى الشعارات التضامنية، حوصرت المجموعة وبدأت القوات بالقيام بعملها المعروف. وفي خضم التدافع والتراشق الكلامي، أشعر أحد الطلبة الجامعيين رفاقه بواقعة خرجت عن المعروف. فإلى جانب الوقفة الآخدة في التفرق، كانت مجموعة من «الرموز» التي أبلغت عن الوقفة التضامنية، مكانها وزمانها، تقف قرب ربوة مستشفى «بن المهدي» التي تبعد أمتارا عدة تراقب الحدث، تلقى الرفاق الرسالة بسرعة، وقاموا بإجلاء النساء والأطفال عن مكان الركل والعصي الغليظة، وانسحبوا باحترافية من المكان..لم يكن هؤلاء الشباب سوى مناضلي الصف الأول للحركة الطلابية الصحراوية الذين يفوقون مجمع «الرموز» فكرا وتجربة ميدانية تقدر بعشرات السنين.. ولقد خبرتهم هذه الواقعة الفريدة في عالم النضال الحقوقي، مع من كانوا يتعاملون.. ومن أي طينة هؤلاء الرموز.. وعن أي أوتاد يتحدث ويراهن الآخرون..بـــــــــاي بـــــــــاي .. مـــــــــــــون آمـــــــــور صباح احد الأيام الجميلة بمدينة العيون، وبشارع السمارة قرب «ديار العايدين ».. ارتطمت سيارة باليو زرقاء اللون.. بسيارة «كيا» صغيرة الحجم فضية اللون.. كان أقدم معتقل سياسي في العالم يقود الأولى.. ويقود الثانية شاب صحراوي يافع من أهل المدينة.. السيارة الزرقاء أحدثت خسائر بالسيارة الفضية الثانية... صاحب السيارة الثانية كان غاضبا ومنفعلا.. صاحب السيارة الأولى كان متوترا.. طالب الشاب اليافع بإصلاح الخسائر فورا، وإلا انتظار شرطة المرور لإجراء الواجب… حاول أن يعرف صاحب السيارة الأولى بنفسه، عن مساره ورمزيته لدى الشعب الصحراوي... لم يكترث الشاب بمحيطه وبسرد وقائع التاريخ، ملحا بشدة هذه المرة في طلبه.. وقبل حضور «اصحاب الحال» الذي أشعروا صاحب السيارة الزرقاء الأولى بالتوتر الشديد… قبض صاحب السيارة الفضية الثانية ما أراد.. وانطلق مسرعا بسيارته الصغيرة على وقع أنغام أغنية الراي الشعبية.. «باي باي مون امور» …



http://www.alwatan-press.info/def.asp?codelangue=23&id_info=4343&date_ar=2009-10-1%2010:18:00

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق