الثلاثاء، 6 أكتوبر 2009

لتبر : الأخوة في البوليساريو يسيرون عكس التيار.. والقطار سيفوتهم إذا لم يلحقوا به!


حوار ـ لؤي قدوميقال سعادة السيد عبدالعظيم التبر سفير المملكة المغربية لدى دولة قطر ان العلاقات القطرية ـ المغربية تتطور وتتعزز باستمرار مشيرا إلى ان الاتصالات موجودة على الدوام بين الجانبين وهناك تعاون اقتصادي ينمو بوتيرة واضحة من خلال بعض المشاريع الاستثمارية الجديدة القطرية في المغرب.وأعرب التبر في حوار مع الوطن عن امله في ان تعقد اللجنة المغربية ـ القطرية المشتركة اجتماعها نهاية هذا العام او بداية العام المقبل مشيرا إلى ان المشاريع بين الجانبين بدأت تتنوع بعد ان كانت محصورة في المجال العقاري، كما يوجد عدد من الاتفاقيات الثنائية في عدة مجالات جديدة بالاضافة إلى تفعيل عدد من الاتفاقيات القديمة.وفي موضوع الصحراء اشار السفير المغربي إلى ان اي تقدم لم يتم تحقيقه حتى الان في المفاوضات بين الجانبين بسبب تمسك الطرف الاخر بمواقفه المتحجرة التي لم تتحرك مشيرا إلى ان المغرب لن يرضى ببقاء هذا الوضع إلى ما لا نهاية ومشيرا في هذا الاطار إلى مشروع لتقسيم المغرب إلى اقاليم جهوية تتمتع بصلاحيات كبيرة في ادارة شؤونها المحلية وهي التجربة التي سيبدأ تطبيقها من الاقاليم الصحراوية في اطار المشروع الذي عرضه المغرب على المجتمع الدولي حول مشروع الحكم الذاتي. ورأى التبر ان القطار سيفوت البوليساريو اذا بقيت الحركة متمسكة بمواقفها مؤكدا ان «الاخوة الموجودين في الاقاليم الصحراوية يعيشون في كنف الحرية والديمقراطية وان اقاليمهم تشهد الآن ازدهارا كبيرا وكل من زار الصحراء المغربية يعرف هذا الامر».واتهم السفير المغربي حركة البوليساريو بالتواطؤ مع الجزائر لاستغلال الاوضاع الانسانية في مخيمات تندوف لتحقيق اغراض سياسية مؤكدا ان هذا الامر مرفوض اخلاقيا. كما شدد السفير المغربي على ان بلاده لا تقبل التبريرات التي تسوقها الجزائر لابقاء الحدود البرية مغلقة بين البلدين معربا عن قناعته بأن فتح الحدود قد يساعد على حل بعض المشاكل بشكل تدريجي.وتحدث التبر عن قضايا اخرى جاءت في سياق الحوار التالي:ــــ بداية سعادة السفير ما هو جديد العلاقات المغربية ـ القطرية؟- العلاقات القطرية ـ المغربية تتطور باستمرار وتتعزز فالاتصالات موجودة على الدوام بين الجانبين وهناك تعاون اقتصادي ينمو بوتيرة واضحة من خلال بعض المشاريع الاستثمارية الجديدة القطرية في المغرب.هذه المشاريع بدأت تتنوع بعد ان كانت محصورة في المجال العقاري، كذلك يوجد عدد من الاتفاقيات الثنائية في عدة مجالات جديدة بالاضافة إلى تفعيل عدد من الاتفاقيات القديمة ونسعى الان إلى جمع اللجنة المشتركة القطرية ـ المغربية. هذه اللجنة كان من المفترض ان تجتمع السنة الماضية ولكن الارتباطات الكثيرة للمسؤولين في كلا البلدين، خاصة معالي الشيخ حمد بن جاسم حالت دون اجتماعها ونأمل ان يعقد هذا الاجتماع نهاية هذا العام او بداية العام المقبل.بالاضافة إلى ذلك هناك مشروع لاقامة اسبوع ثقافي مغربي في اطار احتفالية «الدوحة عاصمة الثقافة العربية» في 2010 ونأمل ان يشارك المغرب بشكل مميز في هذه التظاهرة الهامة.ــــ هل نتوقع ان يكون هناك تبادل للزيارات بين مسؤولي البلدين خلال الفترة المقبلة؟ - لا توجد زيارات مبرمجة في الوقت الحالي. وقد كانت هناك دعوات متبادلة بين الجانبين لم نتمكن من تحقيقها في الوقت المناسب ولكن يمكن القول انها زيارات مؤجلة ستتم بمجرد ان تتاح الفرصة لاي من الجانبين.ــــ تحدثت سعادة السفير عن مجالات جديدة للتعاون مع دولة قطر تتجاوز التعاون في المجال العقاري.. فهل لك ان تلقي الضوء على ابرز هذه المجالات؟- هناك مشاريع في الميادين المالية والتجارية اضافة إلى الاستثمارات الثلاثية وبما ان الحديث هنا عن مشاريع فانه من الصعب اعطاء تفاصيل حولها.ــــ ماذا عن التبادل التجاري بين دولة قطر والمملكة المغربية.. هل شهد زيادة في الفترة الماضية؟- بكل صراحة فإن التبادل التجاري لا يزال ضعيفا لعدة اسباب منها بعد المسافة وتوجه صادرات المغرب إلى اسواق اوروبا بصفة خاصة فضلا عن ان المستثمرين القطريين يحبذون التعامل مع اسواق قريبة كسوريا والاردن والسعودية ولبنان وتركيا وغيرها وهذا امر طبيعي.ولكن هذا الامر يعوض بالتعاون في مجالات اقتصادية اخرى كالاستثمارات مثلا.ــــ اذا انتقلنا إلى موضوع الصحراء.. ما هي آخر تطورات هذا الملف وخاصة على صعيد المباحثات مع جبهة البوليساريو؟ - اذا بدأنا باقتراح المغرب حول الحكم الذاتي للصحراء المغربية فيجب ان نذكر اولا ان هذا الاقتراح حظي بتأييد دولي واسع خاصة من الدول الفاعلة والمؤثرة في العالم كالولايات المتحدة وفرنسا واسبانيا الدولة المستعمرة سابقا وعدة دول صديقة كما حظي باجماع عربي باستثناء الجزائر.وعلى اية حال فقد عقدت عدة جولات وتم تعيين ممثل شخصي للامين العام للامم المتحدة هو كريستوفر روس الذي عمل في الجزائر والمغرب والذي لديه المام بالمنطقة وخبايا الامور.لكن الامور لم تتحرك في اطار هذه المفاوضات المباشرة بين المغرب وممثلي جبهة البوليساريو بحضور ممثلين عن الجزائر وموريتانيا وذلك لسبب رئيسي يتمثل في ان الطرف الاخر متمسك بمواقفه المتحجرة التي لم تتحرك.. بدليل ان الخطاب لم يتغير منذ بداية السبعينيات حنى الان، مع العلم بأن استقلال الصحراء امر غير معقول وغير وارد باعتراف الامم المتحدة والممثلين السابقين للامين العام والذين كان اخرهم الهولندي فان فالسوم هذا الموقف الذي اتخذته البوليساريو او الجزائر اذا صح التعبير لانها هي التي بيدها الحل والعقد،يعطل هذه المفاوضات التي لم ينجم عنها اي جديد.ــــ إذن سعادة السفير لم يحدث تقدم على الاطلاق في اي ملف يتعلق بالصحراء؟- هذا صحيح..لم يحدث اي تقدم حتى الان.ــــ وما هو موقفكم في المغرب؟ هل ستتفاوضون إلى ما لا نهاية ام انكم وضعتم سقفا زمنيا محددا؟- لن نتفاوض الا ما لا نهاية بكل تأكيد ولو رجعت إلى خطاب جلالة الملك محمد السادس ستجد انه اكد ان المغرب لن يبقى مكتوف الايدي في انتظار ان يتغير موقف البوليساريو او الجزائر.وهناك الآن مشروع لتقسيم المغرب إلى اقاليم جهوية تتمتع بصلاحيات كبيرة في ادارة شؤونها المحلية وقد تبدأ هذه التجربة من الاقاليم الصحراوية في اطار المشروع الذي عرضناه على المجتمع الدولي حول مشروع الحكم الذاتي.واذا لم يحدث تفهم او استجابة من الطرف الاخر فان المغرب سيمضي قدما في تطبيق هذه الاستراتيجية ليس فقط لحل هذه المشكلة بل ايضا كخطوة متقدمة في الاصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي ينتهجها المغرب.ــــ هل هذا المشروع سعادة السفير بمثابة رسالة موجهة إلى البوليساريو مفادها ان القطار سيفوتكم اذا لم تلحقوا به؟ - هذه هي الرسالة تماما.. وهم يعلمون ان الاخوة الموجودين في الاقاليم الصحراوية يعيشون في كنف الحرية والديمقراطية وان اقاليمهم تشهد الان ازدهارا كبيرا وكل من زار الصحراء المغربية يعرف هذا الامر.هذا بالاضافة إلى ان اطروحة البوليسايو بأنهم يمثلون ما يسمى بالشعب الصحراوي بدأت تتلاشى والكل يعرف الان ان معظم الصحراويين يعيشون فوق ارضهم ويتمتعون بأسباب الراحة.ولعلك تعلم ان قيادة البوليساريو بدأت تفقد ممثليها وحتى مؤسسيها ولعل اخر هؤلاء هو القيادي ولد سويلم الذي عاد إلى المغرب مؤخرا وصرح بأن مستقبل الصحراء هو مع المغرب.وللعلم فقد عاش ولد سويلم في تندوف لمدة 20 سنة وكان من قيادات البوليساريو كما كان مستشار ما يسمى برئيس الجمهورية الصحراوية بل انه كان اقرب الناس اليه.وهذا دليل آخر على ان الاخوة يمشون ضد التيار بكل اسف.. والذي يدفع ثمن هذا الامر هم ابناء الصحراء الذين يعيشون في تندوف في اوضاع مأساوية.وقد زار انطونيو غوتريش ممثل المفوضية العليا للاجئين المغرب والجزائر ومخيمات تندوف مؤخرا كي يتوصل إلى طريقة لتقديم مساعدات انسانية اكبر وافضل للاجئين، ولكن هذا الامر يتوقف على احصاء اللاجئين وهو الامر الذي ترفضه الجزائر حتى الان.ولو تابعت تصريحات ممثل المفوضية العليا للاجئين فستجد انه اعرب عن اسفه الشديد لهذا الموقف الذي يحول دون تقديم مساعدات انسانية للاجئين.وهذا يعني ان هذه الجماعة بالتواطؤ مع الجزائر تستغل وضعا انسانيا لاغراض سياسية .. وهذا الامر مرفوض اخلاقيا بالطبع.ــــ سعادة السفير من الواضح ان البوليساريو ليس لديها ما تخسره..الا تخشون ان تندلع مواجهة عسكرية في المستقبل لا سمح الله اذا سدت ابواب الحل السياسي تماما؟- بعض قادة البوليساريو يلمحون إلى مثل هذا الامر عبر تصريحات تتحدث عن امكانية حمل السلاح من جديد.. ولكن المغرب في ارضه وسيدافع عن نفسه.. واظن ان اقدام البوليساريو على مثل هذه الخطوة يشكل مغامرة غير محسوبة العواقب..فالمغرب مستعد وسيدافع عن ارضه ولن تحل المشكلة بهذه الطريقة.ــــ تبدو العلاقات مع الجزائر وكأنها مرتطبة ارتباطا وثيقا بموضوع الصحراء.. هل ترى سعادة السفير ان ثمة فرصة لانفراج هذه العلاقات مع بقاء الوضع على ما هو عليه؟ - نحن في المغرب وبكل صراحة لا نفهم الموقف الجزائري.. ففي بعض الاحيان يقولون لنا لنترك قضية الصحراء جانبا ونتعاون.. وعندما نوافق على هذا الطرح يعودون للقول انه يجب تسوية ملف الصحراء اولا..ورغم انهم يقولون انهم ليسوا طرفا في المسألة الصحراوية الا انهم يربطون اي تقدم في العلاقات او اي شيء يخص المغرب بقضية الصحراء لدرجة ان موقفهم يكون في بعض الاحيان اكثر تشددا من البوليساريو.ولذلك فنحن لا نفهم هذه المواقف ومن هنا فاننا ندعو اخواننا في الصحراء بأن يدركوا ان للجزائر اهدافا شخصية وانها تخدم مصالحها الخاصة في هذه القضية.. وهم مجرد اداة لتحقيق هذه الاهداف.فالجزائر تستعمل هذه الورقة لمعاكسة المغرب ولفرض هيمنتها في المنطقة اما ضحايا هذه السياسة فهم الصحراويون.ــــ من وجهة نظر المغرب.. ما هو السبب الذي يدعو الجزائر للتمسك بهذا الموقف ؟- لقد كنت اتحدث عن هذه النقطة قبل قليل..فما تقوم به الجزائر ليس لسواد عيون البوليساريو و90 % من هذه المواقف تخدم مصالح الجزائر الاستراتيجية والاقليمية وللاسف هذه الورقة في ايديهم ولهذا فان جلالة الملك وقبله الحسن الثاني رحمه الله كانوا يدعون الصحراويين إلى العودة عن هذه المواقف على اساس ان «الوطن غفور رحيم» وعلى اعتبار ان مستقبلهم مع اخوانهم في المغرب لان الجزائر لن تحقق لهم اي شيء .. وكل الكلام عن الشعب الصحراوي وعن تقرير المصير هو كلام السبعينيات ولا معنى له.ــــ لا تزال الحدود البرية بينكم وبين الجزائر مغلقة.. فهل ثمة محادثات تجري الآن لاعادة فتحها خاصة وان الامر يتعلق بمصالح المواطنين من كلا الجانبين والذين لا علاقة لهم بكل ما يجري على المستوى السياسي؟ - لعلك سمعت بكل تأكيد تصريحات المسؤولين المغاربة وتصريحات جلالة الملك الذي دعا الجزائر إلى فتح الحدود بين البلدين.وانا هنا اتساءل.. لماذا يرفض الجزائريون فتح الحدود طالما انهم يقولون انهم ليسوا طرفا في مشكلة الصحراء وطالما انهم يدركون ان حلها بيد الامم المتحدة؟ فهذه المناطق الحدودية كان سكانها يعيشون على الدوام في تقارب ووئام فضلا عن انها قدمت للثورة الجزائرية الكثير من المساعدات.نحن من جانبنا قلنا ونكرر انه ليس لدينا اي مشكلة وقد طلبنا رسميا باعادة فتح الحدود بين البلدين.. اما الجزائريون فانهم يقدمون تبريرات غير مقبولة منها انه يجب طرح جميع المشاكل مرة واحدة للحل بما فيها مشكلة الصحراء وهذا غير معقول.ففتح الحدود قد يساعد على حلحلة بعض المشاكل بشكل تدريجي.. ولكن هذا الامر يرتبط حسبما اظن بسياسة خاصة بالنظام الجزائري الحالي.ــــ في ظل مثل هذه الاجواء التي يسودها التوتر كيف يرى المغرب مستقبل الاتحاد المغاربي الذي بات مجمدا بسبب تباين المواقف السياسية؟- هو موجود بالاسم فقط بكل اسف.. وكما قلت قبل قليل فطالما ان العلاقات متوترة بين المغرب والجزائر اللتين تعتبران من الدول الفاعلة في المنطقة فلن يحصل اي شيء. فقضية الصحراء والعلاقات الرديئة بين المغرب والجزائر انعكست على المغرب العربي.ــــ تتعرض القدس حاليا لمحاولات شتى لتهويدها عبر مصادرة الاراضي وهدم المساكن والاحياء العربية فهل ثمة تحرك مغربي في هذا الصدد خاصة وان جلالة الملك هو رئيس لجنة القدس؟- لقد قام جلالة الملك عدة مرات بكتابة رسائل رسمية نشرت في وسائل الاعلام وعبر القنوات الرسمية ناشد فيها الولايات المتحدة والدول الدائمة العضوية في مجلس الامن بالتحرك لحماية القدس كما طالب بوقف التهويد.. هذا من الناحية الرسمية.هناك ايضا بيت مال القدس وهو مؤسسة موجودة في المغرب ترعى عدة عمليات للتصدي لتهويد القدس ومساعدة المقدسيين في بناء المستشفيات والمساجد والمدارس وترميم المنازل القديمة.ومؤخرا قام رئيس هذا الصندوق وهو وزير الاوقاف السابق بزيارة القدس ووقف على تدشين بعض الانجازات في هذا الاطار.كما كانت هناك هبة مالية ملكية من جلالة الملك لبناء مدرسة تهدمت في غزة ورغم ان هذا ليس له علاقة بتهويد القدس الا ان جلالته كرئيس للجنة القدس يتحرك في اكثر من محور وبصمت.فنحن لا نريد ان نعلن عن افعالنا لان العمل على الارض هو ما يحقق النتائج المرجوة.و بطبيعة الحال فان هذه اللجنة تلعب دورا هاما في ابراز هذا الخطر ونأمل ان تتمكن من التصدي لهذا الخطر. والمطلوب الآن هو تكثيف هذه الجهود بمساعدة ابناء الارض انفسهم.فالمقدسيون يجب ان يبقوا صامدين في موقفهم خاصة وان العرب جميعا معهم.ــــ تعرض المغرب العربي والمملكة المغربية على وجه الخصوص لهجمة ارهابية شرسة في السنوات الماضية.. فهل نجح المغرب في التصدي لهذه الهجمة.. وهل هناك تعاون بين دول المغرب العربي في هذا الملف على الاقل؟ - يمكن القول ان المغرب نجح في التصدي لهذه المجموعات المتطرفة..فقد تم تفكيك عدة خلايا بفضل وعي الشعب المغربي ويقظة الاجهزة الامنية. وهناك بالطبع تعاون اقليمي مع اسبانيا وفرنسا والدول الاوروبية اضافة إلى الولايات المتحدة للتصدي لهذه الظاهرة.اما على مستوي المغرب العربي فهناك «شبه تعاون» بين المغرب والجزائر.. وعلى عكس ما يروج فنحن نريد ان يكون الجزائر قويا مستقرا ومزدهرا لان في قوة الجزائر وشعبه قوة لنا لاننا جيران واخوة ولا يمكن ان نزيح المغرب ولا الجزائر من موقعهما..ــــ (مقاطعا) ولكن يمكن ازاحة الخلافات من مواقعها..- يضحك السفير ويمضي بالقول: نحن مطالبون بالتعاون بل وحتى بالاندماج وهذا يتطلب شيئا قليلا من التفكير والرزانة والحكمة.. والا إلى متى سنظل في هذه الوضعية.فالشعوب تنتظر والاجيال تسجل ان هناك انقطاعا وتنافرا وبهذا فاننا نربي اجيالنا على التنافر..وغني عن القول انه عندما تربي جيلا على التنافر والقطيعة فانك تحتاج إلى اجيال حتى تتمكن من محو آثار القطيعة.لقد خدمت كدبلوماسي لبلدي في الجزائر.. وانا اعلم يقينا ان الشعب الجزائري ذكي وهو يحب المغرب. لقد استقل الجزائر منذ نحو 50 عاما والمغرب منذ نحو 57 عاما واذا حسبنا السنوات التي كانت فيها العلاقات طبيعية وليست ممتازة فسنجد انها لا تتجاوز 10 او 15 عاما على اكثر تقدير اما الباقي فهو جفاء وانقطاع.. هذا امر غير طبيعي واتمنى ان يتعقل الجميع.لا شك ان موضوع الصحراء يؤثر في هذه المسألة ولكن اذا تحكمنا في اندفاعاتنا فمن الممكن ان نعوض السنوات الماضية.ــــ سؤالي الاخير سعادة السفير.. بعيدا عن السياسة كيف ترى اداء المنتخب المغربي في تصفيات كأس العالم الاخيرة؟ - يضحك سعادة السفير مرة اخرى ويقول: لقد كان اداؤه سيئا للغاية.. وكما تعلم كرة القدم مثل اي نشاط آخر فهي تشهد مراحل ازدهار ومراحل انحدار ونحن الآن نمر بمرحلة انحدار لاسباب عديدة منها اننا لم نكون في المغرب نواة لفريق وطني يدافع عن الراية المغربية بحماس.وانا هنا لا انتقص من وطنية اللاعبين الموجودين الآن.. ولكن هؤلاء جميعا محترفون في الخارج ولعلهم حققوا الكثير من طموحاتهم وهم يتقاضون اجورا عالية ولذلك عندما يستدعون للعب مع المغرب فان تفكيرهم يكون متركزا على مستقبلهم مع انديتهم وهذا هو لب الموضوع حسبما اظن.لذلك لا بد من ايجاد نواة لمجموعة من اللاعبين بشكل يمكن المشرفين على المنتخب المغربي من الحصول على عدة خيارات.ففي المباريات الاخيرة كان يظهر في كل مباراة لاعب يقول انه لن يشارك لانه لا يريد ان يلعب مع فلان في نفس الفريق او لانه لا يحب المدرب !!اذن بات اللاعب هو من يضع الشروط.. لذلك لا بد من سياسة ذات رؤية استراتيجية تساعد على تكوين لاعبين داخل المغرب على المدى البعيد..وبالطبع يجب ان يحصل هؤلاء اللاعبون على اجور تماثل تلك التي يحصل عليها زملاؤهم في النوادي الاوروبية وفي هذه الحالة بوسعك ان تفرض عليهم خطتك فضلا عن الالتزامات المعروفة.. اما ان يفرض عليك اللاعب شروطه فهذا غير مقبول.لقد كان هناك في وقت ما زمن للوطنية والدفاع عن الوان المنتخب الوطني وهذا ما جعل المغرب في وقت من الاوقات في الذروة وخاصة في السبعينيات.. فأولئك اللاعبون برزوا في منتخب بلدهم اولا ثم اشتهروا على الصعيد العالمي وليس العكس.. اما الآن فاننا نستدعي لاعبين مغاربة يلعبون مع اندية اجنبية وفي بعض الاحيان لا يكون لهم ارتباط بالمغرب لانهم عاشوا معظم حياتهم في اوروبا وهذا امر يحتاج إلى وقفة حقيقية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق