الجمعة، 15 يناير 2010

رئيس منتدى الجهوية الموسعة والحكم الذاتي في الصحراء المغربية في حوار مع 'المغربية'



الركيبي السيد: انتهى زمن التيه بالنسبة للصحراويين


مباشرة بعد خطاب جلالة الملك محمد السادس بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء، باشر صحراويون العمل على تأسيس منتدى يعنى بالجهوية، أطلقوا عليه اسم "منتدى الجهوية الموسعة والحكم الذاتي في الصحراء المغربية".وفي سياق التطورات، التي تعرفها قضية الوطن الأولى، أعلن جلالته في الخطاب الملكي في 3 يناير الجاري، عن تأسيس اللجنة الاستشارية للجهة، واضعا جلالته المناطق الصحراوية المسترجعة في صلب الأولوية والاهتمام."المغربية" حاورت، الركيبي السيد، رئيس منتدى الجهوية الموسعة والحكم الذاتي في الصحراء المغربية، الذي كشف عن مجموعة من المعطيات حول أهداف المنتدى والدور، الذي سيقوم به في نطاق تكريس الجهوية في المناطق الصحراوية، وتصريفها إلى الصحراويين المحتجزين في تندوف.وكشف أيضا أن التنسيق جار مع عناصر من خط الشهيد، كما أن اتصالات حاصلة مع أطراف أخرى في الجبهة، قائلا "انتهى زمن التيه بالنسبة للصحراويين".وتحدث الركيبي، أيضا، عن دور الجزائر في عرقلة كل الحلول، التي تقدم بها المغرب لحل مشكل الصحراء، كاشفا الخطوط الرئيسية في أجندة السلطات الجزائرية، وتوجيهها المستمر لعناصر في قيادة البوليساريو، وقال إن "المبلغ الذي صرفه النظام الجزائري من أموال الجزائريات الجزائريين على قضية الصحراء، طيلة 34 سنة، ثقيل جد".وبصفته إطارا عسكريا سابقا بقوات البوليساريو، كشف الركيبي عن معاناة الصحراويين وما يتعرضون له من حيف في المخيمات، وكيف يفصل الأطفال عن ذويهم، وتطرق إلى مجموعة من المواضيع الأخرى من قبيل "حكاية أميناتو حيدر"، وعلاقات الشراكة للمنتدى، مستقبلا داخل المغرب وخارجه، وموقف النظام الجزائري من وجود جار ديمقراطي بجواره، ومواضيع ذات الصلة.* بداية نريد أن تقدموا لنا نبذة عن ميلاد منتدى الجهوية الموسعة والحكم الذاتي في الصحراء المغربية، الذي جاء متزامنا مع المبادرة الملكية بخلق اللجنة الاستشارية للجهوية؟- بسم الله الرحمن الرحيم، نشكركم على إتاحة الفرصة للتعريف بمنتدى الجهوية الموسعة والحكم الذاتي في الصحراء المغربية، من خلال منبركم الإعلامي، وأود أن نرجع إلى الخطاب الملكي السامي، بمناسبة عيد المسيرة الخضراء المظفرة، الذي خص فيه جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، قضية الصحراء المغربية، بأهمية بالغة، وكان خطابا عميقا جدا، تطرق إلى مشاكل جوهرية في القضية، وبالنسبة لنا نحن كصحراويين مغاربة، شعرنا أنه يجب علينا أن نفعل شيئا معينا تجاه الوطن، وألا نبقى مكتوفي الأيدي، ولأن جلالة الملك طلب منا كشعب أن نعمل بموازاة مع الأعمال التي تقوم بها الدولة. ففكرنا في خلق جمعية، إذ نطالب بجهوية متميزة في الأقاليم المسترجعة، والتعجيل بها، فنظام الجهوية الموسعة، في تقديرنا، ليس فقط حلال لمشكلة الصحراء المغربية، وإنما هو أيضا حل تنموي وديمقراطي لكافة المغاربة، وينطبق على كافة تراب المملكة.فمن خلال الجهوية سيكسب المغرب مكانة رفيعة، ليس فقط في شمال إفريقيا، وإنما على صعيد العالمين العربي والإسلامي، فالجهوية تهدف إلى تحقيق حكامة ترابية من جلال أناس ينتمون إلى الجهة نفسها، ما يخلق تنافسا بين الجهات، وهي أيضا نمط من الديمقراطية، إذ أن جل الدول العريقة ديمقراطيا، تطبق، بشكل من الأشكال، نظام الجهوية، كما هو معمول به في المملكة المتحدة، والولايات المتحدة الأميركية، وألمانيا، وإسبانيا، وسويسرا، وهو الأمر الذي ساعدها كثيرا في تحقيق الاستقرار والتنمية المشفوعين بالديمقراطية والحرية.ونحن في المغرب نعرف أن بلدنا يشهد تنوعا لا مثيل له في الأعراق والأجناس، وهو مسألة يجب استثمارها، للوصول بالمغرب إلى مراتب متقدمة، ونعرف أيضا أنه لا يمكن أن نستثمر هذا التنوع بشكل جيد، إلا في إطار نظام جهوية متقدمة، عبر كافة تراب المملكة، وتحت ظل العرش العلوي، الضامن لاستقرار المغاربة، كانوا في الشمال أو في الجنوب في الشرق أو الغرب.وفعلا، والحمد لله، أسسنا منتدى الجهوية الموسعة والحكم الذاتي في الصحراء المغربية، يوم 18 دجنبر 2009، وكان الخطاب الملكي السامي الأخير، الذي دعا فيه جلالة الملك إلى تأسيس لجنة استشارية للجهوية، التي نتمنى لها كل النجاح، متطابقا فعلا مع القانون الأساسي، المؤسس للمنتدى، وأهدافه، ونأمل إن شاء الله، أن نتعاون معها بكل تفان وإخلاص. * ما هي خطوط التماس بين مشروعكم والمشروع الملكي؟ وكيف تأملون المساهمة في إغناء خطوة المغرب الجديدة لحل مشكل الصحراء والحفاظ على الوحدة الترابية للبلاد؟- لا يمكن الحديث عن خطوط التماس بين مشروع المنتدى والمشروع الملكي، ولا يمكن أن تكون هناك خطوط، بل كله تماس، فالقانون الأساسي للمرصد يتماشى شكلا ومضمونا مع الخطاب الملكي، ويمكن لي أن أؤكد لكم هذه الحقيقة بنسبة تطابق تصل إلى 100 في المائة.أما بالنسبة للأمل الذي يحدونا للدفع قدما بخطوة المغرب نحو تثيبت حقوقه التاريخية والجغرافية في الأقاليم المسترجعة، فنحن سنعمل من خلال عدة واجهات، أولها الجبهة الداخلية، ونعني الشعب المغربي بمن فيه الصحراويون، وسنؤطر كل ما من شأنه أن ينكب على الدفاع عن هذه المبادرة، التي نعتبرها من حيث المبدأ، مبادرة خلاقة، ومن حيث التاريخ، هي حجر أساس لتغييرات كثيرة. وسنعمل كذلك مع كل الهيئات المدنية من جمعيات وأحزاب ومنظمات، واضعين اليد في اليد، من أجل الذود عن وحدة البلاد، وتصريف الفكرة، إلى داخل جبهة البوليساريو، وبين الصحراويين في تندوف، وهذا مهم بالنسبة لنا، لإقناعهم بأن الانخراط في هذه المبادرة، هو الحل الناجع، وعليهم أن يعوا جيدا أن زمن التيه انتهى بالنسبة للصحراويين، وكفاهم من التشرد وانتظار المستحيل، (براكة عليهم من اللجوء والبعد عن الوطن والأحبة)، إننا بصدد لم الشمل، والانخراط في تنمية جهتهم بكل ما يضمن الحقوق والحريات بأقصى معايير الديمقراطية في العالم، وعليهم أن يعلموا كذلك أن جلالة الملك محمد السادس ضمن لهم الاندماج الكامل في الحياة، إذ كان جلالته واضحا في خطابه وهو ما نعتبره أمرا يشرفنا حق التشريف.سنعمل على الدفاع عن الجهوية في إطار الوحدة الترابية، داخل المنتديات الإقليمية والدولية، خاصة منها تلك التي تتابع تطورات القضية الصحراوية، في أي بقعة من العالم، إن شاء الله.* ما هي الحدود الجغرافية لمنتداكم؟- نحن نؤكد على ما أكد عليه جلالة الملك، في خطابه، الذي يقول فيه، "يظل في صلب أهدافنا الأساسية جعل أقاليمنا الجنوبية المسترجعة في صدارة الجهوية المتقدمة"، فنحن مع هذا الطرح، وهذه هي الحدود الجغرافية التي سيشتغل عليها المنتدى من خلال كل هياكله. * كيف جرى انتخاب أعضاء المكتب المركزي؟ وما هي المعايير التي اعتمدتموها في تشكيلة المكتب وهل هناك اعتبارات قبلية؟- الكيفية التي انتخب بها أعضاء المكتب المركزي عادية، إذ جرى التصويت على المكتب بإجماع، والحمد لله، إننا ركزنا على الكفاءات، وعلى التجارب المتراكمة لدى الأعضاء وتكوينهم الأكاديمي، فمنهم دكاترة ومهندسين وإعلاميين، وركزنا كذلك على عنصر الإيمان بالقضية، لكننا لم نعتمد معايير قبلية.* حسب البلاغ الذي توصلت به الصحافة الوطنية، هناك عناصر من خط الشهيد، تتحفظون على ذكر أسمائها لأسباب أمنية، كيف يجري التنسيق مع هذه العناصر وماهي الموضوعات التي من المقرر أن تشتغل عليها؟- كيف جرى التنسيق مع هذه العناصر، هو أيضا سر من أسرار العمل، لكن كما تعلمون، الاتصال جار معهم ولم ينقطع، إن العالم أصبح قرية كوكبية صغيرة، بفضل وسائل الاتصال المتطورة، وفي ما يخص المواضيع التي من المقرر أن يشتغلوا عليها، هي موجودة في صلب القانون الأساسي والأهداف المنوطة بالمنتدى، وهنا يأتي دور العناصر المذكورة، التي ستقود تعبئة لانضمام الإخوة الصحراويين ولم شملهم، للمشاركة جميعا في بناء منطقتهم سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا، وعلى كل الواجهات، وكما سبقت الإشارة، ففي خطاب جلالة الملك، بمناسبة عيد المسيرة الخضراء، أكد جلالته على "العمل على تيسير ظروف العودة لكل التائبين من مخيمات تندوف وكذا استقبالهم وإدماجهم".* هل هناك عناصر أخرى من قيادة البوليساريو وخارج خط الشهيد، لكم علاقة بها وترغب في الانضمام إلى هذا المنتدى؟- أقول لكم بكل صراحة، دون ذكر الأسماء، هناك اتصالات جارية مع بعض الإخوان، وإن شاء الله سيكون الحديث في هذا الموضوع في حينه، وليس قبل ذلك.* ينحصر نشاط المنتدى في مجالات ثقافية وسياحية وفكرية وتنموية، هل يمكن أن تخفي هذه المجالات الملامح السياسية لمشروعكم، خاصة أن الأمر يتعلق بمنطقة الصحراء المغربية وما تحتله من أولوية في الظرف الراهن؟- العكس تماما، لأن أولويتنا هي قضية تتعلق بجميع المغاربة، وهي بناء جهوية متقدمة، وانخراط كل الصحراويين المعنيين، ولا يمكن أبدا لأي مجال من المجالات، التي سنشتغل عليها، أن تخفي هذه الأولوية.* مباشرة بعد الخطاب الملكي تحركت السلطات الجزائرية تجاه البوليساريو، وحملته على انتقاد المبادرة الملكية، بصفتكم عضوا سابقا في البوليساريو، هل يمكن أن تشرحوا للرأي العام كيف يتصرف النظام الجزائري عادة في مثل هذه المواقف؟- على كل حال السلطات الجزائرية، هي سلطة ضاغطة، لأسباب واعتبارات يعرفها الجميع ولم تعد خافية على أحد، لكن رغم كل ما يمكن أن تقوم به لاعتراض الخطوات التي يتقدم بها المغرب، لا تعدو أن تكون مجرد محاولات متكررة لإعادة ورقتها الخاسرة إلى مربع الانطلاق، إن المغرب أقدم على مبادرة لا يمكن التقليل منها بأي شكل من الأشكال، وهذا بشهادة جميع القوى الإقليمية والدولية، إضافة إلى ذلك فالصحراويون في تندوف يعتبرونها مبادرة لحل المشكل، ويتعاطفون معها، ومن هنا تأتي ضغوطات السلطات الجزائرية، التي تتحرك يمينا ويسارا، من أجل خلق دعاية مضادة، فهم يدعمون أعضاء في الجبهة بوسائل إعلامية ومادية، وفي أحيان أخرى يتدخلون بشكل مباشر، كما رأينا في مناسبات كثيرة، وكما فعل رئيس البرلمان الجزائري، الذي زار المخيمات، وأطلق من هناك تصريحات مناوئة للمبادرة المغربية، وهنا على الشعب الجزائري الشقيق أن يتساءل هل انتخب برلمانا من أجل الانكباب على قضايا الجزائريين أم أن رئيس المؤسسة التشريعية مجرد منتدب للسلطة، لتأكيد موقفها في قضية كلفت الشعب الجزائري والمنطقة المغاربية الشيء الكثير.* كيف يستقبل الصحراويون القياديون في الجبهة الإملاءات الجزائرية؟ هل هناك فسحة لمناقشة القرارات والخيارات الجزائرية أم لا؟- هناك ضغوط سيكولوجية تستخدمها السلطات الجزائرية للنيل من ذكاء الصحراويين، فالقياديون الجزائريون لا يقررون بشكل مباشر، ما يتعين على قيادي البوليساريو أن يقوموا به، إنهم يمارسون اللعبة بهذه الطريقة، فهم يعرفون أن وجود البوليساريو هو من أجل خنق المغرب، ويتكلمون عن مصير الشعب الصحراوي، في إطار ما رسمته، وما تزال، السلطات الجزائرية ترسمه، وبالتالي فتحركات قياديي الجبهة لا يجب أن تخرج عن هذا النطاق. فالقرارات الجزائرية تمرر عبر عناصر معينة في قيادة البوليساريو، وهي العناصر التي تعبث بسلطة الجبهة، منذ قيام الصراع، لكن هناك بالطبع معارضين للتمريرات الجزائرية، وقد حان الوقت لتأتي معارضتهم أكلها، من أجل رفع الحيف عن الصحراويين، الذين عانوا كثيرا بسبب نظرة السلطات الجزائرية إليهم، فهي تعتبرهم مجرد أرقام بلا أسماء.* اعتمد المغرب على خيار تجنب المواجهة مع الجزائر في موضوع الصحراء، واعتمدت الجزائر خيار الادعاء بأنها لا تتحكم في جبهة البوليساريو ولا وتوجهها، وهذه لعبة مكشوفة، هل يعي الصحراويون أنهم يخوضون حربا جزائرية بالوكالة ضد المغرب؟- على كل حال هناك فعلا صحراويون واعون بهذه الحقيقة، وأنا واحد منهم، عدت عام 1991، وأنا أتحدى أي صحراوي أن يبرهن على أن أصله ليس من المغرب، وليس هناك صحراوية أو صحراوي ليس لهما جد مدفون في منطقة ما من المغرب، ففي هذا البلد جذور جميع الصحراويين، وليس في مكان آخر من العالم، لا في الجزائر ولا في السينغال ولا في الطوغو.* هل يتخوف النظام الجزائري من وجود دولة ديمقراطية بجواره، وهل يرى المسؤولون الجزائريون في مشروع الجهوية سلاحا سيحرمهم من السيطرة على ثروات جهات واسعة من الجزائر تطالب بالحكم الذاتي؟- فعلا، يتخوف النظام الجزائري من الأشواط الديمقراطية، التي يقطعها المغرب، فأنظمة دول العالم الثالث تعتبر الديمقراطية وحشا مخيفا، والسلطات الجزائرية ضمن هذا العالم، وبالنظر إلى ما سجلناه وسجله العالم معنا، فإن المغرب أصبح بلدا ديمقراطيا، تعمل فيه القوى الحية بحرية منقطعة النظير في بلدان كثيرة، وأن جلالة الملك محمد السادس، قائد محبوب يسعى لبناء مغرب ديمقراطي، وهو بشهادة الجميع ملك يحظى باحترام كبير من لدن قادة العالم، كما من طرف الرأي العام العربي والدولي، وأستحضر هنا نتائج الاستطلاع، الذي أجري السنة الفارطة بشأن الأشخاص الأكثر تأثيرا في الرأي العام، واحتل جلالته الرتبة الثالثة من حيث التأثير في العالم الإسلامي، وهذا أمر يشرفنا كمغاربة وكصحراويين، ويشرفنا أيضا أن يكون ملكنا هو رأس الحربة في كل الأوراش التنموية والمشاريع الديمقراطية.وبالنسبة للجزائر فهي تتخوف من التوجه الديمقراطي لجارها المغرب، سواء على مستوى ما هو موجود في الدستور من حريات وتنظيمات متطورة، أو على مستوى الوضع المعيشي للمواطنين، فرغم أن الجزائر بلد مصدر للنفط والغاز، فإن مستوى الحد الأدنى للأجور في المغرب مرتفع ، مقارنة بنظيره في الجزائر. * إلى حد الآن، هل يمكن أن نعرف ما هو الرقم الحقيقي للمبلغ الذي صرفته السلطات الجزائرية من أموال الشعب الجزائري على جبهة بوليساريو، طيلة 34 سنة الماضية؟ أو على الأقل ما هي المجالات التي تصرف فيها هذه الأموال؟- ليس لدي رقم محدد، ولكن أؤكد لكم أنه مبلغ ثقيل جدا، سواء على الجزائريين، الذين يدفعونه من قوتهم اليومي، أو على الصحراويين، المحبوسين في المخيمات لأزيد من ثلاثة عقود، علما أن الصحراويين في غنى عن المال الجزائري، إنهم لا يتسولون الدولة الجزائرية، فوضعهم الطبيعي في المغرب وفي صحرائهم، وليس عند الجزائريين. ورغم أن هذا المبلغ ثقيل جدا على الشعب الجزائري، إلا أنه هناك أشخاصا معينين في النظام الجزائري وفي قيادة البوليساريو يستفيدون بشكل شخصي من الغلاف المخصص لقضية الصحراء، ولهذا فهم يعارضون كل الحلول، التي طرحت ما تزال تطرح، وهناك أيضا تحويل للمساعدات الدولية الموجهة لسكان المخيمات، التي تباع في أسواق دول مجاورة.وبالنسبة للمجالات التي تصرف فيها أموال الشعب الجزائري، فبعضها موجه للدعاية والإعلام، وبعضها يصرف على المنظمات المدنية في الدول الأوروبية، التي تخرج من حين لآخر، مرددة الأغنية، التي تعزفها السلطات الجزائرية، فيما باقي الأموال تتقاسمها عناصر معينة في الجبهة.* أثيرت في أعقاب قضية أميناتو حيدر ضجة حول حرمان ولديها من رؤيتها، كيف كانت الأمهات يحرمن من أبنائهن، الذين أرسلوا من مخيمات تندوف ولحمادة إلى كوبا ودول شيوعية أخرى؟ وكيف كانت تجري عملية فصل الأطفال في المخيمات عن عائلاتهم؟- على كل حال قضية أميناتو حيدر أخذت أبعادا أكثر مما تستحق، وعادت علينا نحن الصحراويين، بسلبيات كثيرة، وكان الخطأ فيها إداريا، والمسؤولية تقع على الأشخاص، الذين تعاملوا مع القضية في المطار، وخاصة، أولئك الذين أصدروا الأمر، نحن بلد دستوري وديموقراطي، والجنسية إذا تقرر سحبها، فيجب أن يصدر ذلك عن المحكمة، بحكم قضائي، لكن الذي حصل أن من وقعوا في الخطأ لم يخضعوا أنفسهم للقانون وإنما خضعوا للاستفزاز، وعلى كل حال هو خطأ استغله الخصوم، وخسرنا فيه الكثير، وبسبب عدم تطبيق القانون تكون النتائج مؤلمة جدا.أما بخصوص حرمان أبنائها من رؤيتها، فهي التي اختارت بداية الطريق، لكن كما أقول دائما إن جلالة الملك يتمتع بأخلاق تعلو على حسابات كل الأطراف. أما في ما يخص آلاف الأطفال الذين حرموا من أمهاتهم وذويهم على مدى 34 سنة، فعلا كان الأطفال حتى دون 16 سنة ينقلون للعيش في معسكرات تدريب في بلدان مختلفة لا علاقة لهم بها، وتحول أطفال الصحراويين إلى شهادة للتسول لدى منظمات الإغاثة الإنسانية، رغم أن الصحراوي يأبى أن يمد يده للغير. ولا أنكر أن أطفالا آخرين أجبروا على حمل السلاح، وعندما كنت مديرا لمركز التدريب، "محمد شداب" في المقاطعة السادسة، كنا نستقبل أطفالا للتدريب العسكري، وبعدها ينقلون بجوازات سفر جزائرية إلى دول أخرى، ومنهم من عاد إلى المخيمات ومنهم من لم يعد.* كيف هو واقع حقوق الإنسان في المخيمات؟ وهل لديكم مشاريع للاعتناء بوضعية الصحراويين هناك؟- وضعية حقوق الإنسان في المخيمات تحتاج بكل صراحة إلى تدخل دولي، فأبسط الحقوق هناك مهضومة، وغير موجودة أصلا، هناك اتفاقيات دولية لم تحترم في أي يوم من الأيام، من قبل المسؤولين في البوليساريو، ومنها اتفاقية 1951 الخاصة بوضع اللاجئين، وبروتكول 1967 الخاص كذلك بوضع اللاجئين، وهناك أيضا اتفاقية 1969 المتعلقة بصفة خاصة بظروف اللاجئين في إفريقيا، وكذا القوانين التأسيسية المحددة لدور ومسؤولية المفوضية الأممية للاجئين، وهناك أيضا الوضع القانوني للمستخدمين، والحق في التشغيل المربح وشروط الحياة الكريمة، وحرية التنقل، والتوثيق، والتعبير، وكذا حرية الرجوع إلى البلد الأصلي، فكل هذه الاتفاقيات والحقوق لا تحترم وتتعرض للانتهاك بشكل يومي.* هل تأملون في فتح شبكة من العلاقات مع منظمات وجمعيات في الخارج، خصوصا في إسبانيا وفرنسا وإيطاليا وأميركا؟- فعلا سنفتح مكاتب في الأقاليم المسترجعة، ومكاتب في الخارج، وفي تندوف ولو بشكل سري.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق