الجمعة، 25 يونيو 2010

صحيفة إيطالية تبرز الشهادات المؤثرة لوفد صحراوي مغربي حول انتهاكات حقوق الإنسان بمخيمات تندوف


روما-24-6-2010- أبرزت صحيفة "ليكو دي بيرغامو" الإيطالية الشهادات المؤثرة التي قدمها، في نهاية الأسبوع الماضي، بإيطاليا وفد من الصحراويين المغاربة يمثل المجتمع المدني، حول الانتهاكات المنهجية لحقوق الإنسان في مخيمات تندوف بالجزائر.
ونقلت الصحيفة عن السيدة سعداني ماء العينين قولها إن "انتهاكات حقوق الإنسان ممارسة يومية منتظمة في هذه المخيمات حيث يقوم زبانية "البوليساريو" بإذلال السكان وإجبارهم على العيش في سجن مفتوح الأجواء".وأكدت المناضلة الصحراوية ،من خلال سرد تجربتها الخاصة ، في ندوة حول قضية الصحراء نظمت بمدينة لومباردي دي برغامو (شمال ايطاليا)، أنها كانت ضحية من ضحايا هذه الانتهاكات السافرة لحقوق الانسان ، موضحة ، في هذا السياق ، أنها لم تتعرف على والدها، الذي تم تجينده قسرا، إلا عند بلوغها سن الخامسة ، وأن والدها كان قد تعرض للتعذيب بعد اتهامه بالخيانة، وأن الأمر نفسه حصل معها ومع أمها.وأشارت أيضا إلى معانتها المؤلمة خلال وبعد ترحيلها ، وعمرها تسع سنوات ، إلى كوبا رفقة أطفال آخرين ، مؤكدة بأنها بقيت لمدة 18 عاما دون أي اتصال مع عائلتها.وأوضحت أن "هذه هي الاستراتيجية التي تطبقها البوليساريو في التكوين الإديولوجي للشباب، وإحكام السيطرة على سكان المخيمات ومواصلة الحصول على +موالين+"، مشيرة إلى المعاناة القاسية المفروضة من قبل الانفصاليين على النساء والأطفال واستغلال وضعيتهم للحصول على المساعدات الانسانية التي يتم تحويلها لفائدتهم.كما أوردت صحيفة "ليكو دي بيرغامو"، شهادات السيد سيداتي غلاوي الممثل السابق لجبهة "البوليساريو" في إيطاليا الذي سلط الضوء على نشأة "البوليساريو" وتسخيرها من قبل النظام الجزائري لخدمة أهدافه في المنطقة.وعبر السيد غلاوي عن أسفه لكون الجزائر تبقي سكان المخيمات منذ 35 عاما، تحت الخيام وتربط بقاءهم على قيد الحياة بالمساعدات الانسانية، مؤكدا أن الحل الوحيد لنزاع الصحراء يكمن في مشروع الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب، "البلد الذي تحترم فيه حقوق الإنسان".وقال السيد سيداتي إن "الناس في حاجة إلى السلام والوحدة"، لافتا الانتباه إلى أن من مصلحة الانفصاليين إبقاء الوضع على ما هو عليه من أجل "استجداء وإثارة عطف" المنظمات الإنسانية على معاناة الأطفال في المخيمات، وبالتالي الإثراء على حسابهم. من جهته، أبرز السيد لحسن المهراوي، عضو المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية الأسس التاريخية التي تؤكد بجلاء مغربية الأقاليم الجنوبية مؤكدا على أهمية "الإلمام بالتاريخ" لإدراك هذه الحقيقة .وقدم السيد المهراوي وثائق وشهادات ومراسلات أصلية تؤكد الأسس التاريخية لمغربية الصحراء منذ القرن ال17. كما استعرض رسائل لزعماء قبائل صحراوية وجهوها لسلاطين المغرب .وذكر السيد المهراوي أيضا ، في هذا السياق، بالاتفاقيات والمعاهدات الموقعة بين المغرب وبعض القوى الخارجية التي كانت تلجأ دائما إلى سلاطين المغرب من أجل حماية أنشطة مواطنيها بالصحراء.كما استعرض شهادات وكتابات شخصيات سياسية أجنبية مرموقة من جنسيات مختلفة ، فرنسية وبريطانية وألمانية بالخصوص ، تؤكد مغربية الصحراء وتعود للفترة من القرن ال17 إلى عهد الحماية.وفضح أعضاء الوفد ، في مداخلاتهم خلال هذه الندوة وعبرعرض تجاربهم ومعاناتهم الشخصية ، تسخير حكام الجزائر للبوليساريو لخدمة أغراضهم مبرزين الطبيعة الحقيقية للبوليساريو المتعطشة لسفك الدماء والإبادة.وأثاروا من خلال شهاداتهم انتباه الحضور الكبير الذي كان يتكون، على الخصوص، من منتخبين ونواب أوربيين ونقابيين وجامعيين والذين لم يستطعوا إخفاء تأثرهم لهذه الشهادات التي عكست قسوة المعاناة وفظاعة الممارسات .وعلاوة على الروابط التاريخية التي كانت قائمة دائما بين المغرب وصحرائه، مكنت مداخلات أعضاء الوفد ، خلال هذه الندوة التي نظمت تحت شعار "نزاع الصحراء: الماضي والحاضر والآفاق"، من تسليط الضوء على ملابسات وخلفيات خلق جبهة "البوليساريو" على عهد الاستعمار الإسباني.كما أطلعوا الحاضرين على الظروف المأساوية التي يعيشها سكان مخيمات تيندوف والدور الذي تضطلع به "البوليساريو" لخدمة الأهداف الاستعمارية التي لاعلاقة لها على إطلاقا ب "القضية الصحراوية" المزعومة.وكان وفد الصحراويين المغاربة قد عقد، الجمعة الماضي، بفلورانسا(وسط إيطاليا) لقاء مع مسؤولين سامين بمنطقة توسكان(وسط) سلط خلالها الضوء على حقيقة قضية الصحراء المزعومة ونجاعة مشروع الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب.وتوقف أعضاء الوفد خلال هذا اللقاء، الذي انضم إليه السيد ياسين بلقاسم، عن شبكة جمعيات الجالية المغربية بإيطاليا وعن فيديرالية الأفارقة بإيطاليا، عند المكائد والمغالطات التي يلجأ إليها انفصاليو "البوليساريو" وصانعتها الجزائر من أجل الترويج لوجود "قضية صحراوية" مزعومة واستغلالها للحصول على المساعدات التي يحولونها لحسابهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق