الجمعة، 18 يونيو 2010

رسالة من المعتقل السياسي بلوح أحمد حمو


مخيمات تندوف : 17 يونيو 2010


رسالة من المعتقل السياسي بلوح أحمد حمو



إلى السيـــــــد :

الأمين العام للأمم المتحدة بان كيمون

وكل شرفاء العالم


حكمكم الجائر لن يرهبنا وتعذيبكم لن يثني عزمنا،بهذه الكلمات أبدأ رسالتي التي أكتبها إليكم من داخل المعتقلات الرهيبة المتواجدة في مخيمات الذل والعار بتندوف شرق الجزائر .

قد يعتقد من أصدر أوامره بسجني لمدة سنتين في حبس إنفرادي أنه قد يستطيع أن يحبط عزيمتي وأن يجعلني أتراجع عن موقفي المدافع عن حقوق ساكنة مخيمات تندوف، فلا وألف لا، وأرفع صوتي في وجههم متحديا إياهم بأن يقوموا بإخراسي، فمهما طال الزمن وإشتدت المحن وإتحد الأعداء لابد أن ينتصر صوت الضعفاء .

فبإسم جميع ضعفاء مخيمات تندوف من الصحراويين الذين تجرعوا على مدى خمسة وثلاثون سنة أبشع أنواع اﻹحتقار واﻹهانة رفعت وارفع صوتي كما سبق أن قام بذلك مجموعة من الشرفاء الشجعان قبلي الذين كان مصيرهم القتل، رفعت صوتي لأقول كفى بكل اللغات :

- كفى من إستغلال معاناتنا
- كفى من تحقيرنا
- كفى من العبث بمصيرنا
- كفى من إستغلال نسائنا
- كفى من غسل أدمغة أطفالنا وكفى وكفى ....................

على مدى خمسة وثلاثون سنة تجرع أهالينا في المخيمات ما لا تطيقه النفس البشرية في الوقت الذي إستغل فيه قياديو البوليساريو هذه المآسي لنفخ أرصدتهم البنكية المتفرقة في بنوك أوروبا وبعد أن بلغ السيل الزبى إنبريت كما إنبرى معي آخرون لنرفض وبكل شجاعة هذه السلوكات فماذا كان مصيرنا ؟

لقد تم رمينا كالكلاب في معتقلات سرية إنقطعنا فيها عن اﻹتصال بالعالم الخارجي، تم خلالها محاولة التأثير علينا بكل وسائل الترغيب والترهيب فبعدما فشل الجلادون من محاولات إغوائنا عن طريق منحنا مناصب في بعثاتهم بالخارج قاموا باللجوء إلى أشد وسائل التنكيل والتعذيب، لكن لم تنفع هي الأخرى في إحباط عزيمتنا لأننا لم نعد نتحدث بإسمنا فقط وإنما صرنا صوت أزيد من خمسين ألف صحراوي متواجد بمخيمات تندوف هبوا كلهم للتضامن معنا .

وكما هو معلوم فان الحقوق لا تنتزع إلا بالقوة لهذا أخوض حاليا إضرابا عن الطعام مع العلم أني أعاني من مجموعة من الأمراض على مستوى الأمعاء، هذا الأسلوب الذي إخترت أن أتبعه ليس لأنني خائف من أن اقضي العقوبة الظالمة التي صدرت في حقي وحيدا، ولكن لأني أريد أن يحول شرفاء العالم أنظارهم إلى مخيمات تندوف وما يرتكب فيها من مآسي .

ففي الوقت الذي يأمر فيه محمد عبد العزيز بتطبيق أقصى العقوبات في حقي يذهب حضرته إلى جنوب إفريقيا لحضور المونديال كما لو أن فريقه مشارك في هذه البطولة، فإلى متى سيستمر هذا الجبان في إستغلال المساعدات الدولية عبر بيعها وصرف ما يجنيه منها كيفما شاء .

فيا شرفاء العالم لقد كانت محاكمتي محاكمة صورية لقن فيها الجميع ما يجب قوله حتى إن القاضي العسكري لم يمنحني سوى دقيقة لكي أدافع عن نفسي الشيء الذي رفضته مفضلا عدم الكلام فكيف أدافع عن نفسي وأنا أعرف جيدا أن الحكم بإدانتي قد صار جاهزا حتى قبل محاكمتي .

فكما قالها قبلي عمر المختار ) نحن لا نستسلم ننتصر أو نموت ( أقولها مجددا في وجه جلادي البوليساريو قمعكم لن يرهبنا ، سجونكم لن تخيفنا ، تعذيبكم لن يثني عزمنا. فان كنتم قد عزلتموني وحيدا في زنزانتي فاني أنبض في قلوب كل من ذاق مرارة قمعكم ، في قلب كل أم ثكلى و أرملة وأيتام بسبب جرائمكم .

أنا الآن مرتاح في سجني لأني متأكد انه حتى لو قتلتموني فسينبري من بعدي المئات من الشرفاء الذين سيتصدون لكم حتى ينتصر الحق على الباطل وما ضاع حق له طالب.

توقيع المعتقل بلوح أحمد حمو

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق