الاثنين، 21 يونيو 2010

المقترح المغربي للحكم الذاتي "مساهمة إيجابية لتطوير المفاوضات" (سفير إسبانيا بالرباط)


الرباط 21-06-2010 أكد سفير إسبانيا بالرباط، السيد لويس بلاناس بوتشاديس، أن المقترح المغربي الرامي إلى منح حكم ذاتي موسع للأقاليم الجنوبية يعد "مساهمة إيجابية لتطوير المفاوضات" بين الأطراف حول قضية الصحراء المغربية.
وصرح السيد بوتشاديس، في حديث نشرته اليوم الإثنين يومية (لوماتان الصحراء والمغرب العربي)، أن "الصحراء قضية رئيسية بالنسبة للمغرب، وأيضا للمنطقة ككل"، معربا عن الأمل في أن "تمكن الاتصالات، بعد المصادقة على القرار 1920 لمجلس الأمن الدولي، من التقدم باتجاه البحث عن حل عادل متوازن ومقبول من لدن الأطراف".
وأضاف أن مقترح المغرب بمنح الأقاليم الجنوبية حكما ذاتيا "مساهمة إيجابية لتطوير المفاوضات"، مشيرا إلى أنه "بالنظر إلى العلاقات الثنائية مع الجزائر أو البناء الفعلي لاتحاد المغرب العربي فإن قضية الصحراء تشكل الموضوع الرئيسي كما هو الشأن أيضا بالنسبة لاستقرار وأمن المنطقة".
وعلى صعيد آخر، أشار السيد بوتشاديس، الذي يزاول مهمته بالرباط منذ سنوات، إلى أن العلاقات بين مدريد والرباط "جيدة جدا"، مضيفا أن "البلدين لا يدبران فقط علاقاتهما الثنائية كبلدين، وإنما يدبران أيضا الحدود بين أوروبا وإفريقيا وهو ما يمثل مسؤوليات جد هامة".
وسجل أن الأمر يتعلق بمهمة جماعية سهلتها العلاقات الوثيقة والصداقة التي تجمع بين عاهلي البلدين، وكذا الجهود التي تبذلها الحكومتان والمقاولون في الجانبين، فضلا عن مجتمع مدني يتنامى نشاطه أكثر فأكثر في هذا الجانب وذاك من ضفتي المضيق.
وأكد السيد بوتشاديس ان الاتصالات المنظمة على المستوى الديبلوماسي تمكن الطرفين من بحث المواضيع الثنائية، ولكن أيضا من الاتفاق على مبادرات إقليمية ودولية ذات اهتمام مشترك.
وأوضح أن "الاتحاد من أجل المتوسط أو ( 5+5 ) يشكلان مثالا جيدا لهذه المبادرات، فضلا عن وجود اتصال منتظم بين مؤسسات البلدين (البرلمان والمحاكم العليا والأمبودسمان وغيرها) وبين مختلف الوزارات.
وفي ما يتعلق بالمجال الاقتصادي، ذكر الديبلوماسي الإسباني بأن المغرب يشكل ثاني سوق بالنسبة لإسبانيا خارج الاتحاد الأوروبي (ما يقرب من 7 ملايير أورو من الواردات والصادرات)، مضيفا أن أكثر من ألف مقاولة إسبانية تمركز نشاطها بالمغرب وأن عددها في تزايد، بفعل دينامية الاقتصاد المغربي والقرب الجغرافي.
وتابع أن "العلاقات جد متينة ومتنوعة على مستوى القطاعات، بدءا من التكنولوجيات الحديثة، مرورا بالطاقة أو السياحة".
وأوضح السيد بوتشاديس أن هذا التعاون الاقتصادي تواكبه أنشطة داعمة تتمحور حول المجالات الاجتماعية كالصحة والتربية والماء، وهي استراتيجية تنسجم في شموليتها مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية حيث تم إنجاز أو يوجد رهن التنفيذ أكثر من أربعمائة مشروع من قبل نحو مائة فاعل في مجال التعاون من بينهم عدد جد هام من المنظمات غير الحكومية.
وفي معرض حديثه عن التعاون في الميدان الثقافي، سجل السيد بوتشاديس أن "المغرب هو البلد الذي يوجد به أكبر عدد من المراكز العمومية الإسبانية للتعليم في العالم بمجموع 11 مدرسة وثانوية بطاقة استيعابية تصل إلى تسعة آلاف مقعد دراسي.
وأضاف أن مراكز ثيربانتيس الستة الموجودة بالمغرب تمثل أيضا الشبكة الأكثر اتساعا في الخارج، بحيث لا يمكن مقارنتها إلا بنظيرتها في البرازيل، ب15 ألف طالب سنويا، ينضاف إلى ذلك 48 ألف طالب مسجل في الشعب الإسبانية بالنظام التعليمي العمومي المغربي، فضلا عن تنظيم المصالح التابعة للسفارة الإسبانية سنويا بالمغرب لنحو 500 تظاهرة ثقافية من ندوات ومحاضرات ومعارض وعروض فرجوية.
وقال الديبلوماسي الإسباني إن "ما نعتزم الحفاظ عليه هو هذا الحضور المكثف ذو القيمة العالية والذي يحظى بالتقدير".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق